د.عبدالرحمن الربيعة

فهم الواقع

تطورت بلادنا المباركة بصورة كبيرة لفتت نظر المتابعين على المستوى العالمي وذلك في كافة المجالات سواء العمرانية أو السياسية أو الاقتصادية وغيرها، وهذه بطبيعة الحال تخدم المواطن في جميع مناطق المملكة وكذلك تدعم النهضة التنموية التي تمكن البلاد من الارتقاء لمستوى اقتصادي ومهني متقدم لتكون في مصاف الدول المتحضرة عالمياً. إن هذا التطور الجميل الذي تعيشه المملكة العربية السعودية شيء مفرح ونفتخر به جميعاً ونشكر قيادتنا الرشيدة لهذا النجاح المبارك، ولكن في نفس الوقت نحتاج أن ندرس ونعرف ما يحتاجه ويطلبه المواطن بصورة عامة لكي يكون التطور شاملا للنطاق الاجتماعي والفكري لتكون لدينا نهضة عمرانية واقتصادية تتناسب مع طبيعة الشعب وحياته الاجتماعية، مع ملاحظة أن يكون تركيز الوضع الاجتماعي على المدن الكبرى فقط وننسى الغالبية العظمى من مناطق المملكة التي لها طبيعة وخصوصية قد لا تتطابق مع أسلوب الحياة في المدن الكبرى مثل الرياض والدمام وجدة، وذلك للعديد من الأسباب الأسرية والفكرية والاقتصادية وطبيعة المنطقة وموقعها الجغرافي وغيرها من الأمور التي لا تخفى على المتخصصين في هذا المجال العلمي، لأن التطور والتنمية يجب أن تكون متعمقة ومقبولة من المجتمع لكي يتجاوب معها ويكون جزءا رئيسيا من عناصر نجاحها وتطبيقها على أرض الواقع.ان فهم الواقع للشعب السعودي الكريم بمختلف مناطقه ومستوياته الاجتماعية يجب أن يُعطى مزيدا من الدراسة والاهتمام من قبل القائمين على التخطيط والتنفيذ لبرامج التنمية التي تتمتع بها بلادنا العزيزة (ولله الحمد) لتكون النهضة موزعة ومختلفة في طبيعتها من منطقة إلى أخرى بما يتناسب مع الواقع الصحيح للناس وحياتهم الاجتماعية، لكي نحقق توازنا ميدانيا وتفاعلا اجتماعيا وتنوعا تنمويا يوافق ويوائم بين «الحاجة والواقع والطموح» ولاشك أن هذا الهدف النبيل هو ما يسعى إليه كافة أبناء الوطن المخلصين الذين ينشدون ويعملون على رفعة وتقدم وطنهم وشعبه الكريم.. وإلى الأمام يا بلادي.