أحمد عبدالعزيز الشعلان
قرأت وربما اطلع القارئ على تقارير نشرت في الصحف المحلية عن الاوضاع في جيزان بعد انقطاع الكهرباء عن سكانها صدمتنا جميعا، ولم يخفف من حدتها سوى الاعتراف الصادق من وزير الكهرباء والماء بان الوضع مخجل، وسجل اعتذاره لسكان المنطقة ووعده بمحاسبة المسئولين والمقصرين قريبا جدا، ونحن نشعر بان المحاسبة والاعتذاريات لن تعيد الكهرباء بسرعة لأهالي جيزان، لكنها تمنح الأمل لسكانها بان التغيير قادم، وان المعاناة لن تستمر الى ما شاء الله.قلوبنا مع أهالي المنطقة في جيزان، وعشمنا في الوزير ان يرينا درسا اداريا في محاسبة شركة ربحية منحت امتيازا مشروطا فمالت الى الربح وتناست واجبات التنمية، وربما خرجنا في النهاية بنتائج مالية لاترضي احدا، وبتقصير واضح في خدمة العملاء.اعتذار الوزير تقليد لم نعتد عليه في بلادنا، ونتمنى ان يكون فاتحة خير، لكن سكانا كثيرين في مناطق المملكة المختلفة، الوزارة مدينة لهم ايضا باعتذارات بالجملة، وانا اعرف مثلا شيئا عن معاناة أهالي المدينة المنورة مع المياه منذ أمد الدهر، وكذلك في جدة، وأحياء كثيرة في مدينة الرياض هم ايضا اهل للاعتذار، وقد يكون معالي الوزير قد فتح بابا لايسد، وربما تفاجأ بسيل من برقيات المواطنين من كافة المناطق طمعا في الحصول على اعتذار من وزير.من الواضح ان لدينا استحقاقات كبيرة لصالح الخدمات في مناطق متعددة من البلاد، خصوصا في مجالي الماء والكهرباء، وكلنا امل بأن نهج الوزارة الجديد في الاخذ بمبدأ شفافية التعامل، والتعاطي مع الأوضاع المتأزمة بحزم كما يحدث اليوم في جيزان سيعين على تجاوز عقبات متوقعة في المستقبل القريب ناتجة عن النمو السكاني السريع.بقي ان نضيف حقيقة مؤسفة وهي ان المملكة تستضيف حاليا مقرا دائما لمنتدى الطاقة الدولي، في حين يعيش بعض سكانها في الجزء الجنوبي الغربي في ظلام دامس دون طاقة كهربائية، زاد على ذلك حرارة الصيف، والأمطار الغزيرة، وانتشار البعوض.