بنك الإرهاب المركزي
تنظيم داعش الارهابي من التعقيد والتنظيم والثراء ما يجعل المرء في حالة ذهول حقيقية. فسياراتهم الجديدة وأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وأجهزة اتصالاتهم المتقدمة، وقدراتهم الفائقة على التواصل والاقناع والتأثير على صغار العقول للانخراط في إرهابهم وغير ذلك من الأمور التي تحتاج إلى مال غير محدود وقدرات فنية تقنية دقيقة تثير علامات استفهام تؤكد ان هناك دولا وأنظمة لا هم لها سوى جعل المنطقة جحيما متهالكا. وما ذكره سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- في الاجتماع الأخير لوزراء الداخلية العرب في الجزائر «أن هذه التنظيمات هي في حقيقة الأمر واجهات وأدوات لدول وأنظمة تسخر كافة طاقاتها وامكاناتها العسكرية والمالية والفكرية للنيل من أمن دولنا واستقرارها واستمرارية وجودها» يأتي كتأكيد على أن داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية لم توجد من العدم في جو من (الفوضى الخلاقة)، بل هي احد أهم أهداف هذه الفوضى وأحد أهم طرق تحقيق غاياتها التي لا نملك إلا تخمينها في هذا الغموض الرهيب الذي تعيشه المنطقة. فوضى دقيقة محسوبة ومخطط لها بعناية، لم يشهد تاريخ المنطقة مثيلا لها، ولم يستفد منها سوى اسرائيل وايران وتجار السلاح وسماسرته، ومهربي المخدرات وشياطين الرق والإتجار بالأعضاء البشرية. التقارير الاقتصادية تؤكد أن تنظيم داعش يقوم باستخراج النفط من الحقول في العراق وسوريا ومن ثم تسويقه وبيعه وقبض أمواله. فكيف لداعش المهارة الفنية لتشغيل حقول النفط؟ ومن أين لهم مهارة تعبئته ونقله لأماكن التصدير؟ وعلى من يبيعونه؟ وكيف يتم قبض الأموال مقابل تسليمه؟ وأين تودع هذه الأموال؟ ومن أين يشترون أسلحتهم وأجهزة اتصالاتهم التي لا يتم بيعها إلا للدول وليس للأفراد؟ وكيف تدير داعش آلة تموين إرهابييها في العراق وسوريا وغيرها من دول المنطقة؟ والإجابة عن هذه الأسئلة ليس صناعة صواريخ. كما ان تعقب الشركات التي تقوم بشراء النفط ونقله في ناقلات النفط ومن ثم تفريغه في الموانئ ليس علم ذرة. الإرهاب سلاح الدول لتدمير بلادنا والعرب ولتشتيتهم وتفتيتهم وارجاعهم إلى عصر ما قبل الإسلام، عصر اعلام القبائل المتناحرة، عصر اقتتال العرب على الإبل ومشارب الماء، عصر سيادة الفرس في المنطقة، عصر تحلم بعض الدول والأنظمة إرجاعه ولو أدى ذلك إلى حرق الأرض ومن عليها، وكل ذلك حقدا وكرها للرسالة المحمدية السمحة التي ادت إلى تغيير مسار التاريخ البشري من عبودية العبيد للعبد إلى توحيد الله واخلاص العبادة له وحده لا شريك له. ظهور الإرهاب في المنطقة ليس نتاج صدفة أو فوضى، بل نتاج مؤامرة كبرى تحاك لبلادنا وللعرب جميعا. مؤامرة تهدف في محصلتها النهائية إلى تشويه صورة الإسلام بغرض تنفير الناس منه لتنتهي المؤامرة كما يحلم القائمون عليها بانهاء الإسلام عن بكرته. ولم ينتفع من الإرهاب منذ قيامه في المنطقة سوى دولتين اسرائيل وايران، ولم يحارب الإرهاب منذ وجوده مثل بلادنا التي لولا صلابتها وقوتها وحنكتها وعزمها لدمرت المنطقة برمتها منذ زمن بعيد. الإرهاب يغذيه المال القذر، ومصدر المال هو مصدر المؤامرة. البنك المركزي للإرهاب محمي بمكر وخبث ولؤم المتآمرين. مكر أحمق أرعن لا يفهم ولا يستوعب قدرتنا كعرب وصلابتنا وقوتنا. بلادنا قلب العروبة النابض وفخر العرب والمسلمين وأساس منشأهم، والتآمر علينا ليس سوى غباء مركب لا ينفع معه طبيب ولا دواء. ومصير المتآمرين الجنون، كما جنت ابقارهم ودوابهم التي تملك من العقل أكثر مما يملكون.