طيران الاحتلال يغير على لبنان عقب مقتل واصابة 6 اسرائيليين بنيران حزب الله
أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي ان طائراته الحربية قصفت بطارية مضادة للطائرات على اطراف قرية في جنوب لبنان وذلك بعد مقتل شاب اسرائيلي واصابة خمسة، بنيران أطلقها أمس مقاتلو حزب الله اللبناني نحو الطائرات المغيرة، وإزاء ذلك تبادلت اسرائيل ولبنان الشكوى للأمم المتحدة.وحبيب دادون (16 عاما) الذي أعلنت عن اسمه اذاعة اسرائيل هو أول قتيل اسرائيلي يسقط في شمال فلسطين المحتلة بنيران المقاومة اللبنانية منذ مايو أيار عام 2000 العام الذي شهد انسحابا مذلا للجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان تحت وطأة الهجمات اليومية للمقاومة اللبنانية على مدار 22 عاما. ويطالب لبنان اسرائيل بإنهاء انسحابها نهائيا مما تبقى من أراضيه وهي مزارع شبعا، لكن اسرائيل تتذرع بأن هذه الأراضي سورية وبالتالي فالاتفاق يجب أن يكون ضمن تسوية مع دمشق التي أعلنت أن مزارع شبعا تقع تحت السيادة اللبنانية.وحسب المصادر العسكرية الاسرائيلية فإن حزب الله أطلق على بلدة شلومي ثلاث قذائف مدفعية من عيار 57 ملم.وتأتي الأحداث العسكرية بالأمس في اعقاب تفجر حوادث على امتداد الحدود اللبنانية في الايام الاخيرة بما في ذلك هجوم صاروخي شنه حزب الله على موقع للجيش الاسرائيلي في منطقة مزارع شبعا الحدودية المتنازع عليها، يوم الجمعة، بسبب الاختراقات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية التي تنفذها اسرائيل بين حين وآخر. وقدمت اسرائيل شكوى الى الامم المتحدة بشأن ذلك الهجوم وحذر مسؤولون في القدس لبنان وسوريا بانه سيتم تحميلهما المسؤولية في حالة فشلهما في كبح جماح حزب الله.وأعلنت الشرطة اللبنانية ان الطيران الاسرائيلي قصف في الساعة 16.30 أمس مشارف بلدة طير حرفا في جنوب لبنان القريبة من بلدة الناقورة الساحلية الحدودية. ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في الشرطة لم تفصح عن اسمه أنه امتنع عن ايضاح ما اذا كان حزب الله يمتلك قاعدة له في المنطقة المقصوفة التي يتواجد فيها مقر قيادة الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة.وزعم زئيف بويم نائب وزير الدفاع الاسرائيلي بعد ان اصابت شظية من القذائف مركزا تجاريا في بلدة شلومي الحدودية، قائلا: لا نريد فتح جبهة جديدة .. لكننا لن نقبل ان يصاب شعبنا في الشمال بأذى!.واضاف يقول لراديو الجيش الاسرائيلي: ربما تكون هناك حاجة لرد فعل عسكري ليس كمجرد استجابة فورية لهذا الاستفزاز .. ولكن ايضا كتذكرة بالقوة الرادعة للجيش الاسرائيلي التي ربما يكونون قد نسوها، حزب الله يلعب بالنار.وبعد ساعات من هجوم المقاومة اللبنانية، قال تلفزيون حزب الله أن الطيران الحربي الاسرائيلي أغار على محيط قرية طير حرفا ومنطقة تلة الخربة القريبة منها بجنوب لبنان.وقال متحدث عسكري ان الطائرات المقاتلة هاجمت البطارية المضادة للطائرات التي اطلقت القذائف على قرية شلومي مما اسفر عن مقتل شاب يبلغ من العمر 16 عاما واصابة اربعة آخرين احدهم في حالة خطرة.وتسقط القذائف المضادة للطائرات بشكل منتظم على التجمعات الاستيطانية اليهودية شمال فلسطين المحتلة ردا على العدوان الاسرائيلي المتقطع على الأجواء اللبنانية، ولكنها لم تتسبب في وقوع خسائر بشرية كبيرة حتى الآن.وقال حزب الله في بيان أمس: تصدت وحدة الدفاع الجوي في المقاومة الاسلامية عند الساعة الثانية عشرة وسبع وعشرين دقيقة من ظهر (أمس) الاحد للطائرات الصهيونية المعادية التي انتهكت السيادة اللبنانية فوق مناطق القطاع الغربي في الجنوب اللبناني.وقال شهود في جنوب لبنان ان طائرات اسرائيلية حلقت في سماء المنطقة بعد يومين من هجوم حزب الله على مواقع عسكرية اسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها ليمزق حالة هدوء مستمرة منذ سبعة شهور في المنطقة. وفي المركز التجاري الواقع في مجال رؤية برج مراقبة تابع لحزب الله على تل في جنوب لبنان اخترقت شظية زجاج سيارة ومزقت سياجا معدنيا.وقال احد السكان وهو يشير الى التل المطل على البلدة ان مقاتلي حزب الله يجلسون هناك ولا احد يهتم. واضاف انهم يطلقون نيرانهم من هناك.ولكن رغم التهديدات الاسرائيلية برد شديد، إلا أن الكميات الضخمة من الصواريخ التي يملكها حزب الله تشكل رادعا حقيقيا لاسرائيل من التصرف بعمل أحمق لأن من شأن هذه الصواريخ أن تحيل حياة الاسرائيليين في شمال فلسطين المحتلة الى جحيم، كما أن هذا كفيل بضرب السياحة في الجليل وبالتالي خسائر فادحة في الاقتصاد المحلي للمنطقة.وقالت الولايات المتحدة انها احتجت لدى لبنان وسوريا بخصوص هجوم يوم الجمعة ودعت لممارسة أكبر قدر من السيطرة لمنع وقوع مزيد من الحوادث.وقبل القصف الاسرائيلي أمس، قال رئيس الاركان الاسرائيلي موشي يعالون في الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء: تحضر قوات الدفاع الاسرائيلية لرد فعل في حالة استمرار هجمات حزب الله.كما وجه وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم تحذيرا شديد اللهجة الى سوريا ولبنان وقال لاذاعة اسرائيل: اذا اصيب مواطنونا فسيكون علينا الدفاع عنهم ومن الافضل لسوريا ولبنان ان لا يضطرانا الى ذلك.من جانبه، أعلن وزير الخارجية اللبناني جان عبيد أن لبنان تقدم بشكوى ضد اسرائيل الى مجلس الامن الدولي، مضيفا انه يحتفظ لنفسه بحق دعوة المجلس الى الانعقاد.وأوضحت مصادر لبنانية أن الشكوى تقوم على اساس استمرار الاعتداءات والتهديدات والخروقات الاسرائيلية الاستفزازية على السيادة اللبنانية.وذكرت ان القرار برفع الشكوى اتخذ بعد مشاورات بين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الوزراء رفيق الحريري ووزير الخارجية جان عبيد.