رانيا عبدالله - الاحساء

«الإنستغرام» يشارك بالقرقيعان اليوم وينافس محال الحلويات

نافست وسائل التواصل الاجتماعي محلات الحلويات في استعداداتها المبكرة لعروض "القرقيعان " الذي يقام اليوم ( 14 رمضان الجاري) بمختلف الأشكال والألوان وحسب الطلب فتجد بعضها يأخذ الطراز التقليدي وبعضها الحديث حسب رغبة الزبون وبأسعار تنافسية ملفتة مضيفة لذلك خدمة التوصيل للمنازل .وتجد أصحاب الحسابات المختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي كالانستغرام يتفننون بعرض منتجاتهم منذ بداية الشهر الفضيل حسب العدد والكمية المطلوبة وعادة تكون هذه الحسابات لفتيات أو شبان في أعمار صغيرة اتخذوا من هذه الوسيلة مصدرا لرزقهم وعملهم المنزلي البسيط والذي ساهمت هذه الوسائل بنشره في مناطق المملكة والخليج ولكل المهتمين بهذه الأعمال والحسابات.والقرقيعان عادة شعبية تقام في منتصف رمضان المبارك , تقدم فيه المكسرات والحلويات بأشكال مختلفة وهو عادة شعبية متوارثة بالمنطقة الشرقية والخليج وأصبحت هذه العادة مختلفة الطرز والألوان لما أصبحت تؤول إليه حيث انتقلت من الأكياس الشعبية الملونة والمزركشة التي يحملها الأطفال, والملابس التراثية " كالثوب والطاقية " للأولاد و"الفستان المطرز والبخنق" للفتيات, إلى تصاميم وأزياء ملونة للجنسين وأخذت أشكالا مختلفة تتسابق على تصميمها العائلات .وتروي مها السالم احدى المتسوقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها تفضل عروض الإنستغرام عن المحلات التجارية حيث تجد طلبها وبأسعار مناسبة لها بعيدا عن غلاء الأسعار الذي تراه في محلات الحلويات عوضا عن التميز في مايقومون به والأشكال المختلفة حسب مايرغبون .أما أصحاب المحالات فيرون أن هذه المواقع والحسابات لاتؤثر على مردودهم وعملهم وان لكل محل زبائنه وليس الجميع يرغب أو يجد الوقت للبحث في المواقع وانتظار الطلبات حتى تصلهم .ويقول محمد سرور صاحب أحد محلات الحلويات أنهم يبدؤون بالتجهيزات لليلة "القرقيعان" منذ بداية الشهر, وأخذ الحجوزات للزبائن لكثرة الطلب على تحضير السلال والهدايا بأشكال مختلفة, وكل عائلة تختار شكلا معينا يتوافق مع ذوقهم الخاص, فمنهم من يتخذ السلال الشعبية حفاظا للتراث والعادة القديمة, ومنهم من يختار طابعا حداثيا يتناسب مع الإحتفال والأزياء المعتمدة له, منوها الى تفاوت أسعار التشكيلة من التصاميم حسب المواد المستخدمة في تحضيرها وحسب نوع الحلويات ومستواها. فيما "أم نورة" أنها تحافظ على هذه العادة منذ القدم وتحرص كل عام على الاستعداد المبكر وحجز الطلب من المحلات بشكل مسبق لتضمن الحصول على الشكل والكمية المناسبة, وإن كانت ترى غلاء أسعار بعض المحال إلا أنها تصر على الحفاظ على هذه العادة الجميلة والمحببة للكبير والصغير مبينة أنها لا تحبذ وسائل التواصل والطلب من المواقع المختلفة بقولها لاتجد الوقت لذلك بسبب شؤونها العائلية .وأما فيصل المذن فيرى أن القرقيعان عادة شعبية جميلة تضفي الفرح على العائلة لكن المبالغة فيه هو مالا يفضله حيث ان الأمر لم يقف عند طلب الحلويات بأشكال مختلفة بل تعدى ذلك إلى إقامة الإحتفال بقاعات الاستراحات الزراعية المنتشرة وعمل بطاقات دعوة خاصة بالاحتفال , وعمل بوفيهات للضيوف وتوزيع الهدايا. من جهة أخرى لا تزال بعض الأسر تتمسك بالطابع الشعبي والبساطة القديمة التي عرفت عن "القرقيعان " من أهازيج ينشدها الأطفال واللباس الشعبي الذي يرتديه كل من البنات والأولاد وحتى في الأكياس المزركشة التي يحملونها ويطوفون المنازل للحصول على القرقيعان والذي يتكون من الحلويات والمكسرات والنقود . وتضيف "ام محمد" القرقيعان الآن اختلف عن الماضي فكنا نستعد له بتجهيز السلال والتي تحوي المكسرات والحلوى وننتظر الأطفال الذين يجوبون المنازل منشدين أغنية "القرقيعان" لنقوم بتوزيع الحلوى بأكياسهم القماشية المزركشة, وتختلف مسمياته في دول الخليج والأناشيد التي ينشدها الأطفال كل بلد وعاداته.وعلى الرغم من وجود خلاف شرعي على هذه العادة لكن فضل البعض احتسابه كعادة تقليدية توارثتها الأجيال ويعبر عن عمق الترابط الاجتماعي حيث يشارك به الجميع ومن كافة الاعمار ويضفي الفرح عليهم .