«اليونان» بين مطرقة «التقشف» وسندان البطاقة الحمراء من «اليورو»
ينتظر اليونانيون نتائج الاستفتاء الذي يعتبره البعض نقطة تحول هامة في تاريخ اليونان على مر تاريخها، حيث فتحت مراكز الاستفتاء أبوابها في اليونان عند الساعة السابعة صباحاً امس الاحد، وأصبح المصوتون مدعويين للإدلاء بـ "نعم" أو "لا" لمقترحات الدائنين الدوليين التي تقضي بمنح أثينا حزماً جديدة من القروض شريطة تشديد تدابير التقشف في البلاد. وأشار بيان المفوضية الأوروبية أن آخر استطلاعات الرأي لا ترجح كفة أي من النتيجتين، والاستفتاء مفتوح على كلا الاحتمالين، وأكد البيان أن الاستفتاء يكتسي أهمية كبيرة في هذا البلد الغارق في الركود ونقص السيولة. وسيحدد مستقبل اليونان داخل منطقة اليورو، فالقادة الأوروبيون حذروا من أن التصويت بـ “لا” سيكون فاتحة لخروج اليونان من منطقة العملة الأوروبية الموحدة. كما يحدد مستقبل حكومة اليسار المتطرف التي وعد بعض وزرائها بالاستقالة إذا أسفر الاستفتاء عن القبول بشروط الدائنين، الاستطلاع الأخير أظهر أن ثلاثة أرباع اليونانيين يريدون الاستمرار مع اليورو بينما يصل عدد الراغبين بالعودة إلى الدراخما 15%، و المسألة ليست أكثر من ساعات لإنهاء الاستفتاء وفرز النتائج، ويعلم بعدها اليونانيون أي مصير سيواجهون. وحصلت اليونان على مساعدات بقيمة 240 مليار يورو ولم يساعد اليونان على الخروج من ازمتها المالية منذ عام 2010، وما زالت اليونان احدى الدول الـ 19 في منطقة اليورو غارقة في وضع حرج فيما استعاد جيرانها في جنوب اوروبا بعض التعافي من الازمة المالية. ولقي رئيس الحكومة اليونانية اليكسيس تسيبراس ترحيبا شديدا خلال تجمع لأنصاره في وقت متأخر الجمعة في أثينا، حيث دعا إلى التصويت بـ"لا" في الاستفتاء لدعم موقفه خلال المحادثات مع الجهات الدائنة (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي). ودخلت اليونان في منطقة اليورو في الاول من يناير 2001 وهي اول بلد اوروبي واجه ازمة مديونية في سياق الازمة المالية في 2008، حتى وان كان اقتصادها يمثل اقل من 3% من الاقتصاد الاوروبي فان وضعها ومخاطر خروجها من منطقة اليورو سيلقي بظلاله على كل القمم الاوروبية. واستفحلت الازمة المالية لينتقل الدين العام من 107% من اجمالي الناتج الداخلي في 2007 الى 177% في 2014 اي 317 مليار يورو وهو مستوى اعتبر صندوق النقد الدولي انه “لا يمكن دعمه” ويطالب بتسديد كامل ديونه البالغة 32.5 مليار يورو على مدى عشر سنوات، منها 1.5 مليار مستحق في نهاية يونيو 2015. الانسحاب من اليورو وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن اليونان ربما تضطر للانسحاب من منطقة اليورو إذا رفض الناخبون اليونانيون في الاستفتاء الذي سيجري يوم الاحد اتفاقا لاصلاحات في مقابل مساعدات مالية مع دائنيها الدوليين.وتحدث فالس على هامش قمة اقتصادية صينية-فرنسية في مدينة ليون "نحن نطلب منهم (اليونانيين) أن يصوتوا وأعينهم مفتوحة وأن يفكروا مليا في جميع عواقب التصويت بالرفض في الاستفتاء وهو ما قد يقود اليونان الي الخروج من منطقة اليورو نافياً وجود تباين بين فرنسا والمانيا بشأن كيفية التعامل مع أزمة اليونان.تفكيك الاتحاد الأوروبي وقال بيير موسكوفيتشي مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد الاوروبي يوم الجمعة إن التصويت بلا في الاستفتاء الذي سيجرى في اليونان يوم الاحد لحسم مصير اتفاق للانقاذ المالي مع الدائنين سيرسل اشارة سلبية وسيستغله اولئك الذين يريدون تفكيك اوروبا، وقبل يومين من الاستفتاء وجه موسكوفيتشي نداء قويا الي اليونانيين للتصويت بنعم.وأوضح موسكوفيتشي في رسالة مطولة على مدونته الشخصية ان تصويتا بلا "سيرسل رسالة سلبية الي باقي اوروبا سيستغلها البعض بسهولة شديدة لتفكيك بيتنا المشترك".وقال إنه في الناحية الاخرى فإن تصويتا بنعم "سيسهل اجراء المحادثات" وسيوجد "أرضية مشتركة" لاستئناف المفاوضات مع اليونانيين. ![image 0](http://m.salyaum.com/media/upload/c9712876296f9bc8eb9e16460dd71283_AY1MAN19C-4.jpg) رئيس الوزراء اليوناني عقب الادلاء بصوته في الاستفتاء ![image 1](http://m.salyaum.com/media/upload/0c3eb1e1e4499a04165eccb5ba7106fa_AY1MAN19C-5.jpg) سيدة مسنه اصرت على الادلاء بصوتها لتحديد مصير اليونان ![image 2](http://m.salyaum.com/media/upload/16972b563396c878e5e97ae9a5af0158_AY1MAN19C-7.jpg) مواطن يوناني ذهب للادلاء بصوته بالاستفتاء