شبح الانهيار يرعب الأسهم الصينية ويضعف معنويات المستثمرين
هوت الأسهم الصينية أكثر من 8% أمس وسط تجدد المخاوف بشأن آفاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم ليعود شبح الانهيار الشامل للسوق الذي دفع الحكومة إلى تدخل غير مسبوق هذا الشهر.وتكبدت المؤشرات الرئيسية أكبر خسارة ليوم واحد منذ عام 2007 منهية فترة من الهدوء النسبي في أسواق الأسهم الصينية منذ أطلقت بكين دفعة من إجراءات الدعم لكبح الانخفاض الذي بدأ منتصف يونيو الماضي.وانخفض مؤشر سي.اس.آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 8.6% إلى 3818.73 نقطة في حين فقد مؤشر شنغهاي المجمع 8.5% ليسجل 3725.56 نقطة.وفي حين جاءت التراجعات إثر بيانات ضعيفة صدرت أمس عن أرباح الشركات الصناعية الصينية ومسح مخيب للآمال للقطاع الصناعي يوم الجمعة فلا يوجد ما يفسر المدى الواسع لعمليات البيع. وقال بعض المحللين إن المخاوف من أن الصين قد تحجم عن إجراء مزيد من التيسير النقدي ساهمت في إضعاف معنويات المستثمرين.وقال يانغ هاي المحلل في كايوان للأوراق المالية «الانتعاش الأخير كان قويا وسريعا ولذا هناك حاجة إلى تصحيح فني». وتشير التقارير المالية الى أن، الأسهم الصينية سجلت ثاني أكبر خسائرها اليومية منذ عام 2000 خلال تداولات الأمس، بفعل اتجاه المستثمرين لعمليات بيع قوية مع ارتفاع المخاوف بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم.وهبط مؤشر «شنغهاي» المركب بنحو 8.5% ليصل إلى 3725 نقطة عند الإغلاق، مسجلًا أكبر خسائره اليومية منذ 27 فبراير من عام 2007، ومحققًا ثاني أكبر معدل للهبوط منذ عام 2000، بحسب صحيفة «فاينانشال تايمز».وكان أكبر تراجع لمؤشر «شنغهاي» الصيني منذ عام 2000 قد سُجل في 27 فبراير من عام 2007 بعد أن هبط بنسبة 8.8%، يليه الهبوط الذي سجله اليوم، ثم جلسة 4 يونيو 2007 بخسائر بلغت نسبتها 8.2%، يليها جلسة 10 يونيو 2008 بـ 7.7%.وتسبب الهبوط الملحوظ في الأسهم الصينية في خسائر فادحة للأسواق الآسيوية، والأوروبية، في حين أدى لارتفاع أسعار الذهب، مع ترقب المستثمرين لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.وتعرضت الأسهم الصينية لهزة مماثلة مطلع يوليو الجاري إثر تراجع كبير في أعقاب إعلان هيئة سوق المال الصينية فتح تحقيق في شبهة التلاعب في السوق المالية، بعد التراجع الحاد للأسهم.وقالت هيئة سوق المال إنها شكلت فريقا للبحث عن أي «أدلة على وجود تلاعبات غير مشروعة في أسواق المال» ووجود علاقات غير صحيحة بين الأوراق المالية والتعاملات الآجلة.وقال شانج شياو يون المتحدث باسم هيئة سوق المال الصينية «ستتم إحالة المشتبه في ارتكابهم جرائم إلى الشرطة للتحقيق معهم».وجاءت الخطوة بعد تراجع مؤشر بورصة شنغهاي المجمع بنسبة 28% عن أعلى مستوى وصل إليه في 12 حزيران الماضي بحسب صحيفة «تشاينا ديلي».وقال محللون إن تراجع أسعار الأسهم مؤخرا في الصين يعكس قلق المستثمرين من القيود الجديدة المفروضة على تعاملات «التجارة بالهامش».وتعتبر «التجارة بالهامش» أسلوب تعامل يتيح للمستثمرين الاقتراض من شركات الوساطة المالية لشراء الأسهم ثم سداد القروض بعد البيع في وقت لاحق. وقد أدى هذا الأسلوب إلى ارتفاع كبير في أسعار الأسهم مما أثار المخاوف من أن يؤدي إلى فقاعة مالية.لكن لا شيء يطمئن المستثمرين على ما يبدو الذين يستمرون في تصفية مواقعهم في السوق مقتنعين بانه ماض الى مزيد من التدهور.وعلق المحلل برنار او وفق ما اوردت وكالة بلومبيرغ «ان الوسطاء الصينيين يجهدون على ما يبدو لتقليص تعرضهم للمخاطر».وأضاف: «حاليا الاجواء بين المتعاملين مع السوق تسودها الفوضى، ومن الصعب كثيرا تهدئة دب حين يكون هائجا».ولم تفلح الاجراءات التي اتخذها البنك المركزي الصيني على عجل، في انعاش السوق.وكشف البنك نهاية الاسبوع الماضي عن تخفيض جديد في نسب الفائدة وفي نسب الاحتياطي الاجباري لبعض المؤسسات وذلك لحثها على الابقاء على القروض وزيادتها.وقال الخبير الاقتصادي لدى ستاندارد اند شارترد «يبدو ان قدرة الحكومة على السيطرة على الاسواق مشكوك فيها، خصوصا بعد عدم افلاح عمليات خفض النسب من البنك المركزي في وقف الانهيار».في المقابل بدا محللون آخرون اكثر تفاؤلا وقال لي داكسياو «الكثير من الاسهم تبقى فوق قيمتها الفعلية (..) لكن ليس الاسهم كلها وهو ما يمنح السوق فرصة للاستقرار».والتراجع القوي في الاسابيع الاخيرة يشكل تصحيحا للزيادات الكبيرة في البورصة الصينية التي حفزها كثيرا التداين.على صعيد آخر، بدأت الأسهم الأوروبية أسبوع العمل على هبوط أمس، مواصلة خسائرها لخامس جلسة على التوالي، إذ ألقت المخاوف بشأن آفاق نمو الاقتصاد الصيني بظلال قاتمة على بعض النتائج الفصلية التي فاقت توقعات المحللين.وهبط مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية 1.4%، وحذا المؤشر القياسي في كل من بورصتي باريس وفرانكفورت حذوه بشكل عام.وفاق أداء الأسهم البريطانية باقي أنحاء أوروبا قليلا، إذ انتعش قطاع شركات التعدين المنهك بعد أسبوع مضطرب رغم أن أسعار المعادن ظلت قرب أدنى مستوياتها في عدة سنوات.وقال ماركوس هوبر المتعامل في شركة برجرين آند بلاك للسمسرة «معظم الهبوط قادم من الصين.. الأسواق الأوروبية تتعرض لضربات».وأضاف: «أعتقد أن كثيرين يرون أن الصين ستواصل الهبوط وأن الأسواق الأوروبية لم تأخذ في حساباتها فعليا بعد هذا الهبوط».وهبط سهم بنك يو.بي.اس 1.7% رغم إعلان البنك أرباحا فاقت التوقعات كما انخفض سهم فاليو لمكونات السيارات أيضا رغم رفع الشركة توقعاتها للأرباح.