صيف شديد البرودة!
تبدو شوارع المنطقة الشرقية شبه خالية هذه الأيام على غير عادتها بعيدة عن الزحام الذي اعتدنا عليه، ولو وجهت وجهك يمنة ويسرة عند إشارة المرور لوجدت نفسك "ساقطاً" بين عدد من الاخوة الوافدين وبعض المواطنين الكادحين وموظفين أرصدتهم من الإجازات "صفر"، وهذا ربما يكون أمرا طبيعيا حيث إجازة الصيف وهروب الكثيرين لقضاء إجازاتهم فى المنتجعات الأوربية او المصايف الغربية والجنوبية بعيدًا عن لهيب الصيف ومتاعب العمل والتنقل فى درجة حرارة تلامس 50 ورطوبة تصل 100 %. وهذه الحرارة والرطوبة العالية جعلت مكيفات الهواء تعمل بكل طاقاتها ليلاً ونهارًا وسعدنا معها بصيف شديد البرودة! وأجدها فرصة للإشادة بشركة الكهرباء فلم تسجل حالات انقطاع للكهرباء لفترات طويلة، وتحية إجلال وإكبار لرجال الدفاع المدني لاخماد حرائق الصيف اللاهب، ومع أن فصل الصيف كما يوصي الأطباء بأنه فرصة لعلاج الكثير من الأمراض ومنها الحساسية والربو والتي تكثر وتزيد في الشتاء، فإن في فصل الصيف تنخفض هذه الأزمات ويساعد الجو على العلاج، كما أن الصيف فرصة للذين يُعالجون من السمنة والرياضة هذه الأيام جيدة لهم لإنقاص وزنهم وإخراج ما يمكن إخراجه من السموم من أجسامهم.وفى المقابل تشير دراسات علمية إلى أن نقص الماء في الجسم من 4 % إلى 5 % يؤدي إلى نقص القدرة على العمل من 20 % إلى 30 % ، كما أن كثرة التعرق تؤدي إلى نقص الأملاح وبالتالي إلى نقص مقدرة العضلات على العمل. ويشعر الشخص المصاب بالحرارة الشديدة بالتعب والضعف وعدم القدرة على المشي والإعياء الشديد، وكثير من الناس يفقدون سيطرتهم على أعصابهم نتيجة للحرارة الشديدة، ونحمد الله على أننا نتمتع بقدرة يحسدنا الغرب عليها فى تحمل الحرارة العالية والتكيف مع ظروف طقس صحراوي شديد الحرارة صيفاً والبرودة شتاء.فى الغرب قتلت الحرارة التى وصلت الى 40 درجة (وهذه الدرجة تخرج الناس لدينا الى البر والشواطئ لشرب الشاي والقهوة) من البشر أعداداً كبيرة، ففي عام 1880م توفي في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي عشرة آلاف شخص بسبب موجة حر شديدة اجتاحت بعض الولايات. وفي صيف عام 2003م أدت درجات الحرارة الشديدة والمستمرة لأسبوعين إلى وفاة حوالي 15 ألف نسمة في أحياء مدينة باريس أغلبهم من المسنين، وفى النرويج عام 1990 أعلن عن عطلة رسمية فى مدن وصلت درجة حرارتها 44 درجة! والله المستعان.