بواسل قوات الطوارئ في جبهة المواجهة
الاعتداء الإجرامي المؤلم والفظيع الذي استهدف «مسجد» قوات الطوارئ في عسير متوقع، وليس في ذلك أي جديد، فمنذ أن بدأت موجة الكره الدموية للمملكة، ورجال الأمن في كل موقع في البلاد يعلمون أنهم أول المستهدفين. واستهدافهم أولاً يحقق الانتقام وثانياً إضعاف عزيمتهم ومعنويات المجتمع في مواجهة الإرهاب والخطط الشيطانية التي يؤلمها استقرار المملكة وسلامها وازدهارها واطمئنان مواطنيها. لكن خاب أمل الأعداء وظنهم، فرجال الأمن البواسل هم الذين يبادرون دائماً لمواجهة الشر وأدواته، وقد أنزلوا بشياطين الجريمة الهزائم الساحقة الماحقة، والميادين شواهد.لا جديد في أن رجال الأمن مستهدفون، ولكن الجديد هو الملاحظة من ثلاث نقاط، أولها هو التطابق المحكم بين منظمة «داعش» الإرهابية والنظام الإيراني، وثانيهما هو أن النظامين الإرهابيين قد صعدا معارضتهما الإعلامية ضد عاصفة الحزم مساندة للعدوان الحوثي وحقداً على النهوض العربي، وثالثهما أن منظمة داعش كثفت بصورة ملفتة من جرائمها الإرهابية ضد المملكة وبشكل هيستيري وتخطى الحرمات، واستهدفت المساجد منذ بداية عاصمة الحزم، مما يطرح سؤالاً: ما الذي يضر داعش حينما ينهض التحالف العربي لمواجهة منظمة إرهابية عملية لإيران مثل شبكة الحوثيين؟وإذا أضفنا للملاحظات السالفة الحقائق التاريخية الموثقة في ميادين الحرب في العراق وسوريا، التي تسجل أن إيران قد هندست داعش وصنعتها في العراق لتفتح لطهران شرعية التدخل في سوريا، وإحضار ميلشياتها لقمع الشعب السوري، وذلك ما حدث تماماً، ولتزيد من تدخلها في العراق وتعلنه بحجة وجود داعش.وما دام أن إيران توظف داعش في العراق وسوريا، وتصب الأعمال الإرهابية لهذه المنظمة الوحشية في صالح إيران، فلماذا ليس ممكناً أن إيران قد وظفت خلايا من داعش أو خلايا صورية ترتكب جرائمها باسم داعش لصالح إيران في المملكة.ثم ان تبادل المصالح بين داعش وطهران يجري بصورة منهجية ومستمرة، منذ أن أخرج رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي رجال داعش بالمئات من سجون العراق، تحت عنوان الفرار، إلى أن كبروا ونموا وتقووا ثم سلمهم الموصل وترك لهم الأسلحة الثقيلة الفتاكة ليستخدموها، وفتح لهم الطريق إلى السعودية حينما سحب قوات حرس الحدود العراقية مع المملكة ليغريهم بالتوجه إلينا. ثم ان نظام الأسد الذي تديره طهران أمضى سنين يتحاشى الاشتباك مع داعش، ويتناوب معها على قصف السوريين والجيش السوري الحر.كل هذه النقاط والملاحظات والتاريخ المريب من تبادل المصالح بين داعش وإيران، لا يمكن أن يكون صدفة، إضافة إلى أن داعش بدأت مؤخراً باستهداف مساجد الشيعة في الخليج، وهذا أسلوب إيراني جرى تطبيقه في العراق لزرع الفتن الطائفية هناك، إذ تتمكن طهران من إرسال إرهابيين تابعين للقاعدة ليفجروا حسينيات ومساجد شيعية لتصعيد الحرب الطائفية بين الجانبين، فتتدخل إيران تحت عنوان حماية الشيعة. وسبق أن صرح حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي أيام حكومة إياد علاوي أن عملاء لإيران اعتقلوا لأنهم كانوا يخططون لأعمال إرهابية في العراق بعد خلط الأوراق واشعال حرب أهلية، كما أن ضباطاً أمريكيين كباراً قد شهدوا أن إيران كانت تستهدف الشيعة لضرب الاستقرار والسلام في العراق.