أعداء الإسلام يعادون المسلمين بكل وسيلة لإضعاف الأمة والحط من شأنها
اقام سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء حفل عشاء تكريماً لاصحاب المعالي اعضاء هيئة كبار العلماء بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة والخمسين لمجلس هيئة كبار العلماء والمنعقدة حالياً بمقر رئاسة ادارة البحوث العلمية والافتاء بمحافظة الطائف. وحضر الحفل عدد كبير من اصحاب الفضيلة العلماء والقضاة والمشايخ وعدد من المسئولين بمحافظة الطائف.وقد القى سماحة المفتي العام كلمة في بداية اللقاء هذا نصها:- الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على اشرف الانبياء واشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم الدين ونسأله تعالى ان يمن علينا فيجعلنا جميعاً ممن تبعهم وسار على نهجهم باحسان الى يوم الدين وبعد: ايها الاخوة الكرام ايها المشايخ الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واحمد الله الذى لا إله غيره ان يسر لنا هذا اللقاء المبارك نسأل الله ان يجعله لقاء خير وبركة وتعاون على البر والتقوى. ايها المشايخ الفضلاء لا يخفى على الجميع فضل العلم ومكانة العلماء.. الله جل وعلا يقول (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) واخبر تعالى عن منزلة اهل العلم فقال (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات) وبين تعالى ان الانبياء سألوا الله المزيد من العلم فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم (وقل ربي زدني علماً) العالم المخلص لله فى علمه افضل من عابد متفرغ لعبادة ربه والكل على خير لكن فضل النفع المتعدى معروف.فان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. والعلماء المخلصون يستغفر لهم من فى السماء والارض حتى الحيتان فى البحر والعلماء الصادقون نجوم يهتدى بها ويستدل بها على الخير والعلماء الصادقون ورثة الانبياء ورثوا علمهم فالانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورثوا هذا العلم، العالم له فضل كبير ومكانة عظيمة لاجل هذا حملهم الله هذه المسؤولية الكبيرة مسؤولية نصح الامة وتوجيهها والاخذ بيدها لما فيه الخير والصلاح، امانة تبليغ العلم امانة الدعوة الى الله والى صراطه المستقيم وتحذير الامة من طريق المغضوب عليهم والضالين، امانة العلم ليقولوا الحق ويفتوا بالحق ويقوموا به، امرهم الله بنشر العلم وحرم عليهم كتمانه والعلماء الصادقون يجعل الله لهم لسان صدق فى الاخرين وفى دعاء الخليل (واجعل لي لسان صدق في الاخرين).ولا تزال الامة تذكر علماءها السابقين وفضائلهم ومواقفهم العظيمة وعلمهم النافع واثارهم الطيبة على من بعدهم.ولا يزال ذكرهم بين العالمين رغم طول ازمانهم فمنهم من مضى عليه الف سنة واكثر من ذلك ولا يزال ذكرهم بين العلماء كلما ذكروا اثنى عليهم ود لهم وترحم. علماء هذه الشريعة الذين حملوا لواء هذه الشريعة نفوا عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين قاموا بهذا الدين خير قيام اخلصوا لله فى علمهم واخلصوا لله فى دعوتهم فكانوا سابقين الى العمل بما يأمرون وسابقين على البعد عما عنه ينهون فرحمهم الله وحالنا كما قال الله (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم). علمهم الذى ينتفع الناس به فى كل زمان فالمسلم يحبهم لعلمهم وعملهم ويترحم عليهم ان رأى خيراً منهم دعا لهم وان رأى شططاً فى بعض مسائلهم احسن الظن بهم وعلم انهم بشر يطرأ عليهم من الخطأ ما يطرأ على سائر البشر فيترحم عليهم ويدعو لهم لكنه لا يتجاهل فضائلهم لا يتجاهل علمهم فعلماء الامة امناء على الدين اخلصوا لله الفوا كتبوا علموا نشروا فالمسلم موقفه معهم حب الخير الصادر منهم وعدم اشاعة الاخطاء التى قد تقع من احدهم فيترحم عليهم ويعرف لهم سابقتهم وفضلهم واخلاصهم فجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خيراً وجعلنا واياكم ممن سلك طريقهم وسار على نهجهم الى يوم الدين. اخوانى الاعزاء تعلمون فى هذا العصر ما فيه من الفتن والاحداث وما يعد لهذه المنطقة من مؤامرات دنيئة ومكائد عظيمة يقصد بها النيل من هذا الدين والنيل من اتباع هذا الدين عداء كامن فى نفوسهم يظهر ذلك على فلتات ألسنتهم كما قال جل وعلا (قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفى صدورهم اكبر قد بينا لكم الآيات ان كنتم تعقلون) الاية.اخوانى الاعزاء ان اعداء الاسلام يعادون المسلمين بكل وسيلة (ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا) وفى هذه العصور الحديثة عداؤهم لنا سائر واضح فاما بقوة خارجية ليذلوا بها الامة ويسيطروا على كيانها ويضعفوا شأنها ويستولوا على خيراتها واما مؤامرات دنيئة داخلية فهم لا يبالون بضرب قلوب الامة بعضها ببعض لا يبالون باحداث الشكوك بين الرعية وقادتها وبين الامة وعلمائها لان تلك من وسائل اضعاف الامة والحط من شأنها لا يبالون باحداث الفرقة بين صفوفها وتشجيع ايضاً المتناقضات من المبادىء والاراء ليشغلوا الناس بعضهم ببعض ويهتم الناس بهذه القشور ويتناسون ما هم بصدده من حماية هذه العقيدة والدفاع عنها بكل وسيلة ممكنة اخواني الاعزاء ايها المشايخ الفضلاء ان اهل العلم والاخلاص لله واجبهم فى هذه العصور فى هذه الفتن والمدلهمات ان ينهضوا لله مخلصين فى قولهم وعملهم فيوضحوا الطريق الحق للامة ويحذروهم من مكائد اعدائهم وأن يأخذوا على ايدى سفهائهم وشبابهم يبينون لهم الحق ويحذرونهم من الباطل ويوضحون لهم ان اعداءهم لا يقصدون بهم خيرا ولا يريدون منهم خيراً. اعداؤهم يحاولون اضعافهم اما بابعادهم عن دينهم ودعوتهم الى التحلل من قيمه وفضائله واما غلو يخرجون به عن منهج الله المستقيم ويتيهون فى اودية الضلالة والغواية.ايها الاخوة الكرام ان اهل العلم عليهم واجب فى هذا الزمان خاصة ليقوموا بهذه المهمة خير قيام ليلتحموا بشبابهم لينزلوا لميادين الشباب ليوضحوا لهم الحق ليحذروهم من دعاة الفرقة والاختلاف اولئك المندسون بين صفوف الامة الذين يحاولون ضرب بعضها ببعض لاحداث الفرقة بينها وبين علمائها وبينها وبين قادتها لينشروا الفتنة ويفرقوا شمل الامة والله قد حذرنا: (يا ايها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقاً من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى الى صراط مستقيم). لنحذر ابناءنا مكائد اعدائهم من اناس يريدون حرف اخلاقهم وابعادهم عن التمسك بدينهم وتشكيكهم فى ثوابت دينهم ومن اناس يحاولون اغراءهم وتزيين الباطل لهم حتى يروا الطعن فى الامة وفى قيادتها وعلمائها يرونه ديناً فيقعون فى الاشكال العظيم ولهذا تعلمون مذهب الخوارج وما جرى منه على الاسلام واهله . ان بلادنا التى حباها الله بالاسلام وجعلها ولله الحمد سائرة على هذا المنهج القويم قائمة على هذا الطريق المستقيم تحكم شرع الله وتظهر فيه شعائر الاسلام ظاهرة علنا وهذه القيادة اسأل الله ان يأخذ بايديهم لما يصلح الاسلام والمسلمين وان يجعلهم قادة خير وائمة هدى هذا البلد العظيم يحسده الاعداء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى يحسدونه على دينه وعلى امنه واستقراره وعلى اجتماع كلمته ووحدة صفه. فعلينا جميعاً تقوى الله فى امتنا تقوى الله فى شبابنا لنعلمهم الخير ونرشدهم الى الهدى لتتسع قلوبنا لهم لنحتويهم حتى لاتقتنصهم شياطين الانس والجن فيغوونهم عن صراط الله المستقيم. اخواني لاغرابة فى ان اعداء الاسلام يجدون احياناً من بعض ابناء المسلمين من يصغى الى مقالتهم لاغرابة فى ذلك ففى اطهر العهود وازكى العصور عهد محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بين الله لنا حال المنافقين بقوله: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين). فبين الله تعالى لنبيه ان فيهم من يسمع من يصغي لاقوالهم وانهم يندسون بين الامة ليلقوا عليهم الشبه والضلالات حتى يصدوهم عن صراط الله المستقيم هكذا حال المنافقين فى عهد محمد صلى الله عليه وسلم ولايزال هذا دينهم ولاتزال تلك المؤتمرات هدفهم دائماً وابداً.فعلينا جميعاً تقوى الله وان نحصن شبابنا بهذا الدين وبتعاليمه القيمة ونربيهم التربية الصالحة الطيبة التى تنأى بهم عن الشر على اختلاف طرقه هذه ايها الاخوة نصيحة لنفسي ثم لإخواني (وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين) واسأل الله ان يجمع قلوبنا على طاعته وان يصلح شأننا وشأن سائر المسلمين وان يوفقنا للعمل بشرعه وان يصلح ولاة امرنا ويأخذ بأيديهم لما فيه خير الاسلام والمسلمين وان يصلح علماءنا ويجمع قلوبهم على طاعته ويرزقهم التمسك بهذا الدين والقيام به علماً وعملاً وان يصلح شبابنا ويهديهم سواء السبيل ويخلصهم من كيد الكائدين هذا وصلى الله وسلم وبارك على عبدالله ورسوله وخيرته من خلقه وامينه على وحيه صلوات الله وسلامه عليه صلاة ابداً دائماً الى يوم الدين. ثم القى سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى وعضو هيئة كبار العلماء الكلمة التالية:بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الامين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد:فقد سمعنا الخير الكثير الذي اسأل الله جل وعلا ان يثيب قائله ويصلح حالنا وحاله وينفعنا جميعاً بما نسمع ونقول وثبتنا جميعاً بالقول الثابت فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ثم اقول انه لم يظهر لى ان شيئاً قد بقي لاقول واتحدث ولكن ما دام التوجيه صدر بذلك فان نصيحتي وللسامعين ان نتمسك بتقوى الله جل وعلا وان نحاسب انفسنا على التقصير وان نهتم بتقوية صلتنا بخالقنا جل وعلا ومحاسبة انفسنا والنظر فى امرنا والالحاح على الله جل وعلا بان يصلح حال بلادنا وبلاد المسلمين فى كل مكان. ان اهل العلم يجب عليهم ان يقوموا بحق العلم نشراً ودعوة وارشاداً وان يتحملوا ما يلاقونه فى هذا السبيل فان مهمتهم مهمة عظيمة ان قاموا بها واحسنوا الاداء نجحوا فى الاختبار والامتحان الذى وعد به كل انسان لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع يسأل عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين جمعه وفيما انفقه وعن علمه كيف عمل به لا بد من هذه المسائل من استطاع ان يجتاز هذه المسائل الاربع بجواب سليم من قلب سليم افلح وانجح نسأل الله ان نكون من اولئك ثم الانسان محتاج لان يتعاهد نفسه بالاستغفار والتوبة لكثرة التقصير والغفلة والانشغال. واوقاتنا هذه اوقات طفحت على سطح الزمن امور ما كانت معلومة معروفة عند الناس ضل كثير من الناس من ينتسبون الى العلم فكفرََوا اناس لا ينبغى ان يكفروا وخاضوا فى امور اربكوا فيها انفسهم واربكوا من اقتدى بهم فيحتاج الامر ان يقوم كل طالب بما يستطيع فى هذا المجال فى خاصة نفسه ومن يجتمع بهم ويحذر من هذه المسائل لان من كفر انساناً وليس بكافر عاد عليه كلامه ومن قال ان احداً عدو لله وليس كذلك عاد كلامه عليه ينبغى لطالب العلم ان يبين هذا العلم الذى حمله اداء لحقه ونصحاً للامة . ان اهل العلم اذا قاموا بواجبهم ونصحوا لله جل وعلا ولكتابه ورسوله وائمة المسلمين وعامتهم حق النصح حصل بذلك خير كثير واحسن الناس الظن بهم ودافعوا عنهم اما اذا غفلوا وصار كل واحد منا يقول اهتم بنفسى ولا ابالى بالاخرين او عليك نفسك واترك غيرك تواكل الناس فضاع الامر وتسنم المناصب والمنابر من لا يحسن القيام بحقها ولا يوثق بعلمه. ثم على كل انسان ان يحسن الظن باخوانه واذا بلغه خطأ او هفوة فقديماً قيل: فمن ذا الذى ترضى سجاياه كلها... كفى المرء نبلاً ان تعد معايبه. يلتمس العذر لمن يبلغه عنه ما يعتذر عنه ويمحضه النصح فى ملاقاته او مكاتبته لان التعاون بين اهل العلم والتكاتف بينهم والتناصح مما يقتضيه العلم الذى يحملونه وتقتضيه الاخوة الاسلامية التى تستدعى من كل واحد ان يمحض اخاه النصيحة. ثم بلدنا هذه هى مأرز الاسلام وقلبه النابض والبقية الباقية على مستوى الدولة فى تحكيم الشريعة فى غالب الامور مع صفاء عقيدة لا يوجد اصفى منها فى الارض فينبغى ان يهتم الجميع بالمحافظة على هذا الشرف العظيم واظهار الشكر لله جل وعلا فان ذلك كله منه سبحانه وتعالى لا احد يستطيع ان يصل الى الخير الكثير الا بتوفيق المولى جل وعلا فيحمد سبحانه وتعالى على ما اعطى ويشكر ويكثر من التوبة والاستغفار فان ابن ادم عرضة للخطأ عرضة للذنب ولهذا كان اشرف الخليقة واكملهم ايماناً وعملاً يكثر من التوبة والاستغفار ويأمر بذلك فى مجالس الخير وفى المجالس الاخرى فاذا كان الانسان فى مجلس خير وختمه بالاستغفار كان استغفاره كالطابع على ذلك المجلس كالقفل الذى يحكم الاغلاق على المخزون النفيس وان كان المجلس مجلساً فيه تخليط وغفلة وقيل وقال كان الاستغفار كفارة ذلك المجلس. عامة الناس عليهم ذلك غير ان اهل العلم اولى بكل فضيلة والواجب عليهم اكمل واكبر من كل واجب لانهم حملوا علم الله علم شريعة الله فكان الواجب عليهم ان يقوموا بحقه حق القيام.فأسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يحقق لنا جميعاً كل خير وان يحفظ لبلادنا امنها ويصون لها كرامتها ويزيدها ثباتاً ورفعة فى امور دينها ودنياها وان يصلح قادتها ويوفقهم للذود عن الحق وحمايته واذلال الباطل واهانته والتعاون مع سائر ولاة المسلمين فى كل مكان على ما يحقق لامة الاسلام القوة والمنعة والثبات على الحق كما نسأله جل وعلا ان يخزى اعداء الاسلام فى كل مكان ويرد كيدهم فى نحورهم ويفضحهم فى بلادهم ويشغلهم فى مشاكلهم عن امور المسلمين وان يسمعنا عاجلاً غير اجل عن نكبات متوالية ومحن متلاحقة فى كل من اراد الاسلام والمسلمين بسوء كما علينا جميعاً ان نحرص على ابراز قيمة عقيدة التوحيد العقيدة السلفية التى تميزت فيها بلادنا فى هذه الدعوة المباركة التى تلقاها الخلف منا عن السلف الماضى وان نحافظ عليها ونهتم بذلك وننشىء الناشئة عليه ونحملهم عليه فى بيوتنا وقراباتنا ومن نلتقى بهم وان يكون ذلك كله ابتغاء مرضاة الله فاسال الله التوفيق لكل خير والسلامة من كل اثم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
الشيخ صالح اللحيدان
الشيخ صالح اللحيدان