سجدي الروقي

يكفينا الماء البارد

 يقول الخبر "إغلاق مطعم تسبب فى تسمم 13 شخصاً وتغريمه 13 الف ريال" بمعدل الف ريال عن كل رأس مواطن تسمم! كادت أسر أن تنقرض وارواح تزهق بسبب إهمال وعدم مبالاة وشعارنا دائماً (الاعمار بيد الله)، الف ريال قيمة كل مواطن عند (بلدية الخبر) فى صندوق الإيرادات، مطعم دخله اليومي يتجاوز 40 الف ريال فى اليوم فلكم يا سادة أن تقارنوها بغرامة التسمم وهل ستكون رادعة له! والمطعم المتسبب سيعود للعمل بعد توجيه إنذار شديد اللهجة للمرة الثانية برفع قيمة المواطن الى 1200ريال عن كل رأس! خاصة وان المطعم المذكور سبق وان تسبب فى حالات تسمم وأغلق وغُرم. ماذا لو تم سحب ترخيصه وإغلاقه وترحيل العمالة؟ هل ستحدث مجاعة فى البلد؟ أو ليس هذا الإجراء سيكون عبرة لغيره وتتوقف أرتال "القمامة" التى تشويها وتطبخها وتقليها العمالة غير المؤهلة، فى بريطانيا أغلقت سلسلة مطاعم شهيرة بسبب تسمم مواطن واحد والمتسبب أحد الفروع وليست كلها وتعرفون ارتباط البريطاني بالوجبات السريعة وتأثير القرار عليه، المواطن لا يريد عشرة مطاعم فى شارعه يريد فقط مطعمين مراقبين بصفة يومية، بداية من مكونات الطبخة الى أن تصل الى المستهلك "المسموم" قد نلتمس عذراً للبلديات "فالشق أكبر من الرقعة" فالمراقبون الصحيون المعدودون على الاصابع لا يمكن أن تراقب مئات الالوف من المطاعم والبوفيهات والمقاهي! قد يكون الحل هو تقنين تصاريح المنشآت الصحية وإعطاء كل منشأة جديدة فترة تجريبية لا تتجاوز العام، او ما المانع لالزامه بتركيب كاميرا مراقبة فى المطبخ تكون مربوطة بالبلدية التابعة له. الامانات تمنع السلطات عادة فى فصل الصيف لارتباطها بالتسمم وبرغم قيمتها الغذائية العالية الا أنه إجراء كما يقول المثل الحجازي (اقطع عرق وسيح دمه وريح راسك) أيضاً اللحوم والمعجنات والمثلوثة والمهروسة والمتعوسة والمنفوشة قد تكون لها علاقة بالتسمم ومن حق الامانات الحفاظ على سلامتنا ومنعها والاكتفاء بالماء البارد!. قبل أيام ضُبط عامل آسيوي يعمل فى بوفية يقوم بجلب لحوم "الجيف" أكرمكم الله وبيعها ساندوشتات باللحم الضاني لاطفال المدارس، وتداول صور فيديو وهو يقوم بسلخ "الاغنام النافقة" ويعود بها الى محله ولم يكُن ضبطه والحق يقال بمجهود البلدية ولكنها كاميرا مواطن نقلها الى الجهات الامنية، الغريب أن العامل اعترف بانه يقوم بهذا العمل المشين من عدة أشهر وعندما سألوه عن مراقبة البلدية لمحله "سكت" وليته لم يسكت لنعرف متى ينتهى هذا المسلسل المكسيكي الممل من التسمم الصيفي.  أخيراً .. أرواحنا أمانة فى أعناقكم يا بلديات المدُن نُحن نأكل ونشرب يحدونا الجوع ويحدونا الأمل بكم وبمراقبي الصحة وثقتنا جعلتنا نلتهم فى كُل محل مرخص ومشرع الأبواب. والله المستعان.