د. فائز بن سعد الشهري

شباب المجالس البلدية

مع قرب بداية المشاركة في اتخاذ القرار من خلال المجالس البلدية بدورتها الثالثة التي تنطلق في السابع من شهر ذي القعدة المقبل، بحثت عن بعض المعلومات الخاصة بالمجالس البلدية في دورتها الثالثة ووجدتها بالموقع الرسمي لانتخابات أعضاء المجالس البلدية على شبكة الانترنت «www.intekhab.gov.sa» والذي دشنه وزير الشئون البلدية والقروية، والموقع مهم للمرشح والناخب والمهتمين والباحثين؛ كونه يحوي الأنظمة واللوائح والمعلومات والخدمات المتعلقة بالانتخابات البلدية.وأكد أمين عام شؤون المجالس البلدية المتحدث الرسمي باسم انتخابات أعضاء المجالس البلدية أنه تمت معالجة معظم التحديات والصعوبات التي واجهتها المجالس البلدية خلال الدورتين السابقتين، ومنها النقص بالوظائف الاستشارية المخصصة للمجالس البلدية، وأضاف انه «تم تمكين المجالس البلدية من معالجة النقص الحاصل في الوظائف الاستشارية والتخصصية من خلال منحها صلاحية التعاقد مع خبراء ومستشارين للقيام ببعض الأعمال التخصصية التي يتطلبها عمل المجلس، والسعي لتوفير مقرات تتناسب وطبيعة تكوين المجلس بالدورة الانتخابية القادمة بمشاركة كل من (الرجل والمرأة) في عضوية المجلس».ومن مهام المجالس البلدية في الدورة الثالثة دراسة المجلس الموضوعات وابداء رأيه في شأنها قبل رفعها إلى الجهات المختصة ومنها مشروعات المخططات الهيكلية والتنظيمية والسكنية، ونطاق الخدمات البلدية، وشروط وضوابط البناء، ونظم استخدام الأراضي، وفي ظل الصلاحيات التي منحت للمجلس وتساهم في انجاح المهام المناطة به ومنها «استعانة المجلس بمن يراه من الخبراء والمختصين من البلدية أو من خارجها، وتحدد اللائحة شروط الاستعانة بهم وإجراءاتها». ومع المشاركة المتوقعة للشباب من خلال تخفيض سن الناخب إلى «18» سنة بدلاً من «21» سنة، تبرز نقطتان مهمتان تستفيد منهما المجالس وتعدان أساس نجاحها حاضراً ومستقبلاً.النقطة الأولى تكمن في مشاركة فئة الشباب التي تعيش المتغيرات السريعة العالمية والمحلية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمنافسة العالمية الشرسة في المشاريع التنموية الوطنية التي يرعاها ولاة أمرنا وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله- ومنها المجالس البلدية التي تعد ركيزة استثمارية تساهم في تأهيل الشباب للمشاركة في مواجهة التحديات التنموية المستقبلية، وتنمي الحس الوطني وتزيد الشعور بالانتماء واستمرار مسيرة البناء، وهنا تبرز أهمية مشاركتهم في مراحل الانتخابات وتنفيذ المهام المناطة بالمجالس من خلال استعانة المجالس بطلبة الجامعات والمتخرجين منها ومنهم المهندسون المتخصصون بمجال التخطيط الحضري والإقليمي لدرايتهم العلمية بتخصصية دقيقة بماهية المخططات الهيكلية والتنظيمية، والسكنية، ونطاق الخدمات البلدية، وشروط وضوابط البناء، ونظم استخدام الأراضي، وقضايا إدارة المدن وتنميتها وفق معايير التخطيط المستدام. والنقطة الثانية هي نتيجة طبيعية للنقطة الاولى التي ستساهم في إيجاد أجيال مستقبلية تعززت لديها ثقافة المشاركة في مراحل اتخاذ القرار لتخطيط وتنمية مدنهم وقراهم ومواجهة تحدياتها.وأخيراً وليس آخراً اقترح بعد انتهاء مراحل الانتخابات وبدء عمل المجالس البلدية في المستقبل القريب أن يكون هناك تنسيق بين وزارة التعليم ووزارة الشؤون البلدية والقروية لرسم خطة عمل يتم من خلالها إيجاد لجان بالمجالس لتثقيف طلبة مدارس المرحلة الابتدائية بالمجالس البلدية، وكذلك الاستفادة من طلبة الجامعات في المجالات التي تحتاجها المجالس ومنها التخطيط الحضري والإقليمي.