إيران وحزب الله وتهديد دول الخليج
ضبط الأجهزة الأمنية الكويتية كمية ضخمة من الأسلحة مؤخرا، والتي كانت مهربة من العراق، تؤكد أن مبدأ الاستقرار في المنطقة يتعرض لاختراق مستمر ويتطلب حذرا مضاعفا من المؤامرات التي لا تهدأ وتؤثر على الأمن والسلم في دول الإقليم والعالم بأسره، ولا يتوقف ذلك على جهود دول الخليج وحدها وإنما المطلوب امتداد أمني بدعم من مجلس الأمن لأن القضية تهم المجتمع الدولي الذي يجب أن يطلع بمسؤولياته تجاهها.عملية القبض في الكويت تكشف عن وجود خلايا لها ارتباطات صريحة بحزب الله وإيران، والذين تم اعتقالهم مع هذه الأسلحة أعضاء في خلية للمتشددين كانت تتآمر لتقويض أمن البلاد، وذلك جاء بعد عملية رصد لمخطط تقف خلفه عناصر مرتبطة بحزب الله منذ فترة طويلة كان خلالها الموقوفون يتلقون الأسلحة ويخزنونها على دفعات بانتظار أوامر كانت ستأتي لهم بالتحرك من الخارج، وذلك ليس تخمينا أو افتراء وإنما اعترف بعضهم بأنه ارتبط بحزب الله في لبنان، وأن الأسلحة تم تهريبها بحرا عبر الخليج من إيران.الوقائع تشير الى أن أعضاء الخلية التي تم القبض عليها تلقت تدريبات عسكرية في لبنان على أيدي قيادات في عناصر حزب الله، وأكد المتهمون أنهم قاموا بتخزين الأسلحة بطريقة محكمة في إحدى المزارع بانتظار ساعة الصفر والتعليمات الخارجية من قيادات الحزب اللبناني لشن العمليات الإرهابية داخل الكويت، وبالتالي فليس في الأمر ثغرة للشك في نياتهم أو مخططاتهم، وهو واضح وضوح الشمس بحيث لا يترك مساحة لدبلوماسية أو التعامل وفقا لاعتبارات سياسية تتراخى مع مثل هذه التطورات الخطيرة.ومن خلال كثير من الحالات التي تستهدف دول الخليج نجدها متشابهة وتسعى خلف غاية واحدة وهي تهديد سلام المجتمعات الخليجية بعامل خارجي معروف، يرتكز في حزب الله الذي تم تصنيفه في بعض الدول كمنظمة إرهابية، وإيران التي لا تتردد بصفاقة في دعم كل خلايا لديها استعداد لممارسة الإرهاب في دول الخليج، ولذلك فإنها ملفات تتراكم يجب تنسيقها ووضعها على طاولة مجلس الأمن والمؤسسات الحقوقية والقضائية الدولية للنظر فيها من أجل المساهمة في كبح جماح التطرف الذي يقوم به الحزب وإيران.إيران دولة لا يمكن أن تتوقف عن استهداف دول الخليج وتعكير استقرارها، وإذا ألقي القبض على خلية مدعومة منها في الكويت اليوم، فغدا سنجد في البحرين وقطر والسعودية والإمارات، ذلك سلوك عدائي يتأصل في الاستراتيجية الإيرانية، وإذا لم توجد إرادة أمنية وسياسية قوية لإيقافه فإن هذه الدولة لا يمكن أن تتوقف عن هذه التصرفات السلبية والضارة بأمن بلداننا، أما حزب الله فهو ذيل يجب التنسيق بشأنه مع دولة منشئه وأجهزتها الأمنية لحصاره في موقعه والتوقف عن التخطيط والكيد لغيره، فالمقاومة ليست في الإرهاب وليس موقعها دول الخليج العربي وإنما ميدانها الذي يدعيه بجواره وعليه أن يركز عليه لا أن يصوّب في الاتجاه الخاطئ، ولذلك بصورة عامة من الضروري أن يتم التعامل أمنيا مع هذه الحالات في إطار دولي من خلال مجلس الأمن وفي اعترافات الإرهابيين ما يسمح بوضع إيران في زاوية ضيقة باعتبارها دولة تهدد الأمن الدولي.