«مساعدو الإدارة» يا معالي الوزير (2)
أعود لأقول هناك فئة هامة وغالية علينا وتعمل حيث مصانع الأجيال يشعرون بالغبن والظلم وعدم الإنصاف وتسويتهم بزملاء لهم بنفس العمر والطموح والتخصص والمستوى.. إنهم شريحة «مساعدي الادارة» بوزارة التعليم.فما هي قصتهم: صدر أمر الملك عبدالله - رحمه الله - رقم أ/121 الذي يقضي باستحداث 52000 وظيفة تعليمية رجال ونساء بوزارة التعليم وتم فى حينه توجيه الوزارات المعنية بتنفيذ الأمر السامي الكريم، وقامت وزارة التعليم بإشغال تلك الوظائف من وظيفة (معلم) ذات الدخل الجيد والمكانة والرسالة، وحورت 13000وظيفة الى «مساعد إداري» بالمرتبة السادسة.. بفارق فى الراتب يصل 3000 ريال وعلاوة تنقص عن المعلم 300 ريال!.* أربع سنوات و"مساعدو الإدارة" يطالبون فقط بمساواتهم بزملائهم المعلمين وانتهجوا جميع القنوات النظامية لتصحيح وضعهم، وشرحوا وضعهم والتماسهم لمعالي الوزير ووكيل الوزارة للشؤون الإدارية والمالية ومدير التوظيف وحميعهم أقروا بوجود خطأ لا بد من تصحيحه ووجوب استحداث وظائف مناسبة بالتخصصات المناسبة. إلا أن الآمال بدأت تتلاشى بعد أن سمعوا بأنه من الأفضل أن تقتنعوا بالمرتبة السادسة التى تعملون عليها!! والقائل لا يمكن أن يقتنع بتأخير ترقيته الى المرتبة الرابعة عشرة بمميزاتها ومزاياها.* سبق وان كتبت قبل أكثر من عام وفى نفس هذه الزاوية عنهم مقالاً بعنوان (مساعدو الإدارة يا سمو الوزير) هاتفني بسببه مشكوراً المتحدث باسم الوزارة، وقال: إن قضيتهم محل الاهتمام وستسمع أخبارا تسرهم قريباً.بعد مقال قلت فيه إن إحساس الموظف - أياً كان موقعه - بوضعه فى درجة أقل من زميله المتخرج معه في الجامعة وفى نفس السنة والتخصص، خاصة إذا كان فى وزارة «الأجيال» التعليم أمر يقود الى السأم وعدم الإنتاجية.كان يفترض على وزارة الخدمة المدنية ان تراعي مثل هذه الأمور، وتبذل قصارى جهودها لوضع الموظف فى مكانه الطبيعي، ليزداد الإنتاج، وهذا من أبجديات الإدارة والانتاجية بدلاً من عملية الخلط والتمييز والفرز والغبن، وهو ما يساعد على وجود النوعية الكمية لا الإنتاجية.وزارة الخدمة وغيرها ممن يلتفون حول التعهدات ويعتبرونها حجتهم يجب أن يعرفوا أن صاحب الحاجة ليس له خيار، إلا القبول أو البقاء فوق صفيح البطالة الساخن الى أن يشاء الله، وتعهداتهم غير قانونية ولا إنسانية).أملهم كبير بالله سبحانه وتعالي ثم بمعالي وزير التعليم فى عهد الحزم والعزم أن ينظر الى قضيتهم، وأن يستفيد الوطن من تخصصاتهم المطلوبة والحيلولة دون أن تنعكس معاناتهم على أبنائنا الطلاب والطالبات. والله المستعان.