إنشاء مركز زوار في موقع «مسجد الخميس» لجذب سياحة ثقافية في البحرين
حددت هيئة البحرين للثقافة والآثار نهاية العام الجاري موعداً لإنجاز مشروع مركز زوار بموقع مسجد الخميس التاريخي، منوهة إلى أنه سيشكل منطلقاً جديداً نحو اكتشاف الإرث العريق الذي تحتضنه أرض مملكة البحرين، فيما أعلنت الهيئة عن الانتهاء من مشروع ترميم آثار المسجد الأثري؛ بهدف تهيئته لاستقبال سياحة ثقافية.وأوضحت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أن إنشاء مشروع مركز الزوار يأتي لفتح آفاق جديدة لزيارة الموقع الأثري وتفهم مكانته وأهميته التاريخية من قبل المجتمع المحلي في المقام الأول؛ من أجل إرساء مقومات الهوية المحلية، والزيارات السياحة الثقافية في المقام الثاني بوصفها وسيلة لإثراء الدخل القومي، حيث تنطبق هذه الإستراتيجية على جميع الآثار الوطنية سواء المادية وغير المادية دون تمييز.مشيرة إلى أن ما تكتنزه البحرين من تراث وطني هو الجاذب الأول لسياحة ثقافية نوعية، قائلة "إن البلدان التي لا تملك ثقافة لا تستطيع أن تجلب سياحة، ومن هنا ينبغي الإشارة إلى أن السياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة، ولا بد من توظيف المواقع الأثرية في صناعة سياحة مستدامة تثري مكانة البحرين كمركز سياحي وثقافي، ونجدد الشكر للقيادة الرشيدة على دعمها مشروع الاستثمار في الثقافة وإنشاء مركز زوار مسجد الخميس". ورداً على سؤال قالت الشيخة مي: "إن الهيئة انتهت من عمل جميع الدراسات المختصة لبناء مركز زوار الذي تم تصميمه بدقة كي لا يطغى على المكونات التاريخية والأثرية التي تم الحفاظ عليها بالموقع الأثري، وقد بدأ بالفعل تنفيذ الأعمال، ومن المؤمل أن يتم إنجازه أواخر العام الحالي". وأضافت: "سيحتوي مركز الزوار على جميع المعلومات التاريخية التي تؤكد على كون المسجد من أقدم المعالم الإسلامية، حيث يضم مركزاً للمعلومات يتيح للزائر التجوال في قاعة لعرض تاريخ المسجد وأهميته ومكانته على مر العصور الإسلامية كأحد أقدم المساجد في منطقة الخليج، وكذلك تطوير الممرات المحيطة بالموقع وإضافة عناصر تجميلية ليصبح أحد أهم معالم التراث البحريني الإسلامي".وأردفت قائلة: إن "فتح هذا الموقع للزيارة في رونق جديد هي خطوة أولى ضمن ما تخططه الهيئة من الارتقاء بمنطقة البلاد القديمة، حيث سيربط الموقع الأثري بمسار سياحي يمر بمدرسة المباركة العلوية، وهي من أقدم المدارس النظامية بالبحرين وآثار عين بوزيدان التي تدل على النظام البيئي لسقاية البساتين المحيطة، وكذلك مزارع النخيل المحيطة بالعين، إضافة إلى الساحة التي تربط بين هذه العناصر العمرانية جميعاً والتي كان يقام عليها أقدم وأشهر أسواق البحرين وهو سوق الخميس".وقالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار إن "جميع مجهودات الهيئة في البلاد القديمة وفي غيرها من المواقع التاريخية والأثرية في أرجاء البحرين تصب في نهضة ثقافية هدفها حماية التراث والهوية الوطنية وإبراز المعالم الأثرية لإثراء الدخل القومي من خلال السياحة الثقافية وعبر التعاون الإيجابي والبناء بين جميع أفراد المجتمع المحلي والمنظمات الأهلية والوزارات المعنية وصولاً الى تحقيق القيم الإنسانية التي تسعى إليها البحرين".وكان الاستشاري (كلاوس وهلرت) بالتنسيق مع استشاري محلي قام بتصميم هذا المركز، وقد اشتهر هذا المهندس بتصميم متاحف المواقع الأثرية، حيث تعكس تصاميمه احترام الموقع الأثري وإبراز أهميته وخصوصيته وعدم طغيان المباني المضافة من متاحف أو مراكز زوار على المبني الأثري. كما سيضفي مشروع الإنارة الليلية الذي صممه استشاري الإضاءة العالمي من (شركة لوميير الفرنسية) للمسجد وضعاً متميزاً للمسجد ليلاً وخاصة مئذنتيه، وإضافة إلى ذلك فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار قامت بالإشراف على العديد من أعمال التنقيب في الموقع المحيط بالمسجد؛ حتى تقف على سياقه التاريخي والعمراني، حيث تم اكتشاف ضريح أثري بشواهده، وكذلك آثار لبئر ماء وجميعها مكونات أثرية سيتم إدراجها في برنامج الزيارة الخاص بالموقع الأثري.ويعود إنشاء مسجد الخميس حسب الروايات المحلية إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز (99-101 هجرية، 717-720 ميلادية) ولم يتبق من البناء الأصلي سوى بعض العناصر المعمارية، بالإضافة إلى المنارتين الشاهدتين على موقع أطلال المسجد الحالية، واللتين أعيد بناؤهما في أزمنة لاحقة، وتعد المنارة الغربية هي الأقدم وتعود إلى عام (450 هجري/1058 ميلادي)، حيث يشير النص التأسيسي لها والموجود في قاعدتها، بينما يرجع بناء المئذنة الشرقية إلى القرن الرابع عشر ميلادي على نفس نسق المئذنة الغربية.