صحيفة اليوم

كلمة اليوم

كل عمل فدائي لا ينشأ من فراغ، وتلك نظرية صائبة تحاول اسرائيل جهلها او تجاهلها، فالعملان اللذان نفذا يوم الثلاثاء الفائت في قلب اسرائيل والضفة الغربية يدلان بوضوح على ان اسرائيل ماضية قدما في تقويض خطة خريطة الطريق ومحاولة اصابتها في مقتل من خلال مراوغاتها وتسويفاتها ومماطلاتها بممارسة سلسلة من الاستفزازات مع الحكومة الفلسطينية الجديدة المنتخبة، فثمة خروق اسرائيلية واضحة لا تخفى على احد حيال عمليات الهدنة المقترحة، والتي التزمت بتفاصيلها وجزئياتها الفصائل الفلسطينية، ولكن اسرائيل ابت الا ان تستمر في عمليات اغتيال القيادات الفلسطينية كما هو الحال في عمليتها الأخيرة حينما اقدمت على اغتيال قائدي القسام في نابلس، وذاك الاغتيال يجيء ضمن عمليات اخرى لا يمكن ان تفسر الا على انها تخريب متعمد للهدنة المعلنة ومحاولة احراج الحكومة الفلسطينية، وهذا يعني ان العمليات الاستشهادية سوف تستمر رغم اعلان الهدنة، فالرد على مجازر شارون وحكومته سيبقى ماثلا للعيان طالما كانت سياسة ركوب الرأس هي السياسة التي تمارسها اسرائيل مع ابناء الشعب الفلسطيني الذين قبلوا بتنفيذ كامل لبنود خطة خريطة الطريق بوصفها الطريقة المثلى لتسوية الأزمة القائمة، غير ان اسرائيل لا تريد الوصول الى اية تسوية أو حل، وازاء ذلك فانها مسؤولة عن تحمل اي تدهور امني، فالهدنة تبقى مهددة دائما بالانهيار والسقوط في ضوء ما تمارسه اسرائيل من اغتيالات واعتداءات ضد الفلسطينيين، فرغم التزام كافة الفصائل الفلسطينية بمبدأ الهدنة الا ان الخوف من سقوطها وارد في ظل ما يمارسه شارون من تجاوزات خطيرة تمس جوهر التسوية وفقا لما جاء في بنود خطة خريطة الطريق، ولا يمكن الخروج من هذه الأزمة الا بتوقف اسرائيل عن عملياتها العسكرية، في الأرض المحتلة والكف عن التأكيدات الجوفاء التي يطلقها شارون من حين لآخر بأنه لن يسمح بقيام الدولة الفلسطينية او استئناف العملية التفاوضية او التوقف عن بناء الجدار الفاصل.. وكل هذه التأكيدات تصب في نهاية المطاف في قنوات اشعال المنطقة واستمرارية العنف والغاء عملية السلام برمتها.