القادسية يشعلها.. والهلال يفجرها
يتوقع النقاد والمتابعون لمسابقات ومنافسات كرة اليد المحلية ان تتغير خارطة منافسة الفرق في الموسم الجديد عطفا على المتغيرات في الفرق اداريا وفنيا، حيث سيدخل فريق القادسية في دائرة المنافسة بقوة بعد عودة الاداري المخضرم والخبير مبارك المبيريك لاستلام مهمة الاشراف على الفريق (اداريا) والتعاقد مع المدرب البحريني الشهير نبيه طه الذي يقرأ الدوري السعودي بشكل جيد، ومما يعزز حظوظ القادسية في المنافسة انتهاج سياسة ضم اللاعبين المميزين من الأندية الاخرى بحكم العلاقات الواسعة التي يتمتع بها المبيريك، ومكانته وقوة شخصيته في ساحة كرة اليد السعودية..وسيكون دور المبيريك أكثر فعالية اذا تساعدت معه ادارة ناديه في اعطائه الصلاحيات الكاملة، خاصة في جلب اللاعبين.وعرف عن القادسية بشكل عام وفي جميع الالعاب الاستفادة الفعالة في جلب المواهب من الاندية، وبدأ المبيريك في خطوة اولية لتدعيم صفوف الفريق باعادة النجم الكبير عبدالله الدوسري والتفاوض مع حارس المنتخب والمحيط سلمان الجارودي، وقد يكون في الطريق مفاجآت كبيرة، خاصة ان نادي القادسية اقترب من تحقيق البطولات في المواسم الثلاثة الماضية، وكان الفريق بحاجة ماسة فقط لانتظام لاعبيه في التدريبات، وهذه المعضلة سيتكفل بها المبيريك لاحترام اللاعبين له، ولتخطيطه السليم للفريق من الآن للموسم الجديد، ومما سيسهل مهمة المبيريك وجود مدرب خبير مثل نبيل طه الذي يعرف كيف يهيىء اللاعبين نفسيا لأجواء المنافسات بالاضافة الى قدراته الفنية.والقراءة المبدئية لتخطيط يد القادسية للموسم الجديد تؤكد ان الفريق قد يظفر باحدى البطولات.الخلافات تعصف بالخليجاما الخليج الذي غاب عن منصات التتويج في الموسم الماضي، فمسلسل السقوط قد يمتد للموسم الجديد، حتى مع تعاقد الادارة مع المدرب الجزائري (اقران) بسبب الخلافات والاختلافات التي تعصف بالفريق والتي ادت الى تراجع مستويات اليد الخلجاوية، والاخطر ان يد الخليج المعروفة بتفريخ النجوم من الناشئين والشباب باتت في الوقت الراهن عاجزة تماما عن المواصلة في هذه النهج، وقد يعيد النجم الدولي السابق عباس السبع هذه الايجابية لليد الخلجاوية في الموسمين القادمين اذا قبل الاشراف على القطاعات السنية في المرحلة القادمة.ومشكلة يد الخليج في الموسمين الماضيين هي السير بعامل الارتجالية، فلا هي اتبعت سياسة بناء فريق متجدد معتمد على الوجوه الشابة، ولا هي نجحت في المواصلة على الحفاظ على المكتسبات التي حققها الفريق في الماضي، وساهم في هذه العشوائية الجميع سواء ادارة النادي التي لم تتخذ قرارا حازما او الجهازين الفني والاداري للفريق اللذين سايرا الوضع بمبدأ المجاملات، او الجمهور الذي طالب بالبطولات دون وجود المقومات، او اللاعبين الذين اعتقدوا انهم مازالوا ابطالا للعبة دون ان تكون لديهم الجدية في التدريبات والعمل الجاد على تطوير مستواهم الا ما ندر، وكان لافتقاد الفريق لقائد داخل الملعب دور كبير في الفوضى الفنية التي صاحبت مباريات الفريق في الموسم الماضي، واصبح اللعب الفردي العشوائي هو نهج معظم اللاعبين مما اضاع روعة وابداع الخلجاويين في لعبة كرة اليد وهم الذين كانوا قدوة لمعظم الفرق، حتى ان جمهور الخصم كان يطرب لادائهم.ضعف القراروما وصلت اليه يد الخليج من تدهور راجع بالدرجة الاولى الى ضعف القرار من صناع القرار الذي جعل الفريق يسير من غير نهج وخطة واضحة المعالم، فكانت اعتذارات اللاعبين عن اداء التدريبات وهي الاهم لتحقيق البطولات عامل الهدم الذي ظل الجميع يتفرج عليه، اضف الى ذلك تلاعب بعض اللاعبين واستهتارهم في المباريات الهامة والحاسمة دون ان يكون هناك رادع على اقل تقدير بوضعهم على دكة الاحتياط فحدث ما حدث لكرة اليد الخلجاوية، واذا كانت روح المسؤولية الجماعية هي التي ميزت الخليج في العصر الذهبي، فان روح الانهزامية والاستهتار طالت معظم اللاعبين، فضاعت اليد الخلجاوية، والضحية كان الجمهور.الخيار الأفضلوامام الادارة الخلجاوية خياران لا ثالث لهما، الخيار الاول هو تحديد الهدف في الموسم الجديد اما بناء فريق جديد والبعد عن المنافسة لفترة من الزمن كما حدث للفريق مطلع التسعينات حيث غاب الفريق عن البطولات لمدة ثلاث سنوات، ولكن قطف الثمار للفريق الجديد بدأ بتحقيق البطولات والعودة لاحضان الذهب، اما الخيار الثاني فهو خيار المنافسة، وهذا المطلب لن يتحقق الا بخطوتين، الاولى ضم اكثر من لاعب من الاندية الصغيرة، والخطوة الثانية اعطاء اللاعبين الشباب الفرصة في اخذ مواقعهم ومعاقبة المقصرين من اللاعبين الذين يتخلفون عن التدريبات، اما سياسة التقريع فستعيد الفريق الى الوراء وسيستمر الوضع على ماهو عليه.تعويض الشاخورطلب الوحدة الرسمي للخليج بشأن اعارة المهندس ياسر الشاخور لموسم واحد يتطلب معالجة شفافة مع الطلب فالرفض هو القرار المتوقع من نادي الخليج، ولكن تعويض اللاعب ولو بجزء بسيط من العرض الوحداوي سيرفع من الروح المعنوية للاعب، وسيجعله امام مسؤولية كبيرة مع فريقه في الموسم القادم، اما ترك الموضوع على (علاته) دون ان يعالج بشكل جيد، فان الاستفادة من امكانات اللاعب في الموسم الجديد قد تكون معدومة.الوحدة يتبع نفس سياسة القادسيةوبعد تحقيق الوحدة لقب كأس الامير سلطان بن فهد (كأس الاتحاد) الموسم الفائت بدأ يخطط لاستمرار انجازاته، والتفكير في حصد البطولات الخارجية، وهو الى جانب امتلاكه عناصر واعدة في صفوفه، فالفريق عادة ما يختار اللاعب غير السعودي بعناية فائقة بالاضافة الى سياسته الجديدة بالاستفادة من قرار الاتحاد السعودي لكرة اليد باعارة اللاعبين وقد بدأ هذا النهج بطلب مهندس الخليج، ومن الممكن ان يستفيد من قدرات وامكانات اكثر من لاعب سعودي بهذا النظام.ومما يسهل مهمة يد الوحدة ان هناك اهتماما متزايدا باللعبة جماهيريا واداريا وهذا الاهتمام سيساهم بدون شك في دعم اللعبة ماديا وفنيا مما يجعل حظوظ الفريق في المنافسة قائمة بشكل كبير.الأهلي مطمئن لوضعهوافضل الفرق فنيا هو فريق الاهلي الذي حصد في الموسم الفائت بطولتي الدوري والنخبة بالاضافة الى بطولة اندية مجلس التعاون ويملك الاهلي العديد من اللاعبين الدوليين الذين يجعلون فريقهم متربعا على قمة المنافسات المحلية امثال قائد الفريق عبدالرحمن عايد وبندر الحربي واحمد الينبعاوي ومناف آل سعيد بالاضافة الى النجم الصاعد بسرعة الصاروخ فيصل فلاتة الجناح الايسر الذي سيجعل الاهلاويين في غنى عن اللاعب حسين اخوان.ويعاب على الاهلي فقط عدم انتظام لاعبيه في التدريبات وهذه المعضلة يتجاوزها الاهلاوية في مراحل الحسم للمسابقات.ويمتاز النادي الاهلي بانه قادر على جلب اي لاعب من الاندية الاخرى متى ما اراد ذلك، بحيث يدعم اللعبة بنجوم محليين وهو في نفس الوقت لا يحتاج للاعب الاجنبي وكل الدلائل تشير الى مواصلة الاهلي لانجازاته المحلية والخارجية.الصفا والاعتماد على النفسوبرز فريق الصفا في بطولة النخبة الاخيرة، كفريق قادر على الدخول في اجواء المنافسة من خلال ما يمتلكه من عناصر قوية، وقاعدة صلبة تستطيع الدخول في معترك المنافسات بسهولة وتميزت ادارة الصفا في الوسم الماضي باختيار اللاعب الاجنبي المفيد للفريق ورغم امكانات هذا النادي المالية المتواضعة، الا انه قادر على ان تكون كلمته قوية في المنافسات المحلية، ومشكلة هذا الفريق الوحيدة كثرة الاعتراضات على التحكيم اذا لعب مع الفرق الكبيرة، واذا تفرغ لاعبوه للعب، وترك هذه السلبية، وميزة الفريق الصفواني ان صفوفه مزيج من لاعبي الخبرة والشباب، ويملك بين عناصره اكثر من لاعب دولي امثال هاشم الشرفاء وبشير القريناوي وزكي الحساوي، ويملك لاعبين من الوجوه الشابة يراهن عليهم جمهور الصفا في منافسات الموسم الجديد.النور يحتاج لبناء ووقتوالنور الذي تعيقه امكاناته المادية والذي تأثر بانتقال حارسه مناف آل سعيد للاهلي قبل عدة مواسم بدأ يعيد اكتشاف نفسه بلاعبيه الشباب، وعدم قدرة ادارة النادي على جلب لاعب اجنبي متمكن يعيق تقدم الفريق، على الاقل في الدخول في منافسة قوية مع الفرق الكبيرة، كما ان امكانات الادارة المتواضعة تمنعها من جلب لاعبين من اندية صغيرة بمحافظة القطيف، ولكن الفريق ورغم ذلك كله نجح في البقاء ضمن دائرة (الضوء) من خلال العمل الكبير الذي قام به المدرب المحلي علي العليوات بمحاولة جادة لبناء الفريق من جديد، ونجح في تقديم اكثر من وجه جديد ضمهم المنتخب الاول لصفوفه.الهلال.. والمفاجأةوقد يدخل في نسبة الترشيحات ولكن بنسبة اقل العائد هذا الموسم للدوري الممتاز، فريق الهلال الذي تسعى ادارته لاعادة هذه اللعبة لساحة المنافسة والهلال بامكاناته الكبيرة مقارنة بالفرق المنافسة قادرة على العودة سريعا للمنافسة على الالقاب، متى ما اتخذت ادارة الهلال واعضاء الشرف قرارا بدعم اللعبة باللاعبين المحليين بالاضافة الى قدرة الهلاليين على جلب لاعبين اجانب متميزين يفوقون اجانب الفرق الاخرى، وكل الدلائل تشير الى عودة الهلال لامجاده في هذه اللعبة، متى ما وجدت الاهتمام ولعل نظام الاعارة الذي سمح به الاتحاد السعودي لكرة اليد، سيكون بدون شك في صالح الاندية التي تمتلك القدرة المالية في هذه اللعبة ويصنف الهلال كأقوى الفرق من الناحية المادية مع الاهلي.المعادلة صعبةوخريطة التنافس في لعبة كرة اليد ظلت لسنوات عديدة محصورة في الاهلي والخليج والنور، ولكن الاتحاد الحالي نجح في تغيير هذه المعادلة، حيث دخلت فرق الوحدة والقادسية لساحة المنافسة منذ مايقارب ثلاث سنوات، وحاليا الصفا قادم والهلال قادم مما يعطي مؤشرات لزيادة السخونة والمنافسة في الدوري المحلي.ويعد الموسم الجديد قفزة نوعية في المنافسات المحلية لصعوبة المعادلة في تحقيق الالقاب، فالفرق المسيطرة على اللعبة تسعى لتثبت النظرية القديمة والفرق الطامحة في الالقاب (القادسية والهلال والوحدة والصفا) تسعى لتعديل تلك المعادلة مما يعني زيادة حمى المنافسة وسخونة اللعبة اعلاميا وجماهيريا، خاصة اذا ساندت جماهير الهلال فريقها، حيث ستزداد شعبية اللعبة في المنطقة الوسطى، وتصبح اللعبة جماهيرية في الشرقية والغربية والوسطى، خاصة اذا عرفنا ان الجمهور الاهلاوي والجمهور الوحداوي يساندان فريقيهما في كل المباريات وفرق الشرقية مازالت هي المتسيدة في هذا المضمار حيث تشهد مباريات الشرقية حضورا جماهيريا كبيرا والغلبة بالتأكيد للجمهور الخلجاوي.ومن خلال تلك المعطيات، فان المطلوب من اتحاد اليد ان يفعل اللجنة الفنية المنطوية تحت مظلتها لجنة الحكام باعطاء الفرص للحكام الجدد، خاصة اللاعبين المعتزلين لان معظم حكام اللعبة من الجيل القديم اصبحوا غير مقبولين لدى جماهير الاندية نظير الاخطاء الكبيرة التي ارتكبوها في المواسم السابقة.
ياسر الشاخور
لاعب الصفا
ياسر الشاخور
لاعب الصفا