د.عبدالرحمن الربيعة

مستوى الرضا الاجتماعي

إن النهضة التي حققتها المملكة خلال العقود القليلة الماضية تعتبر كبيرة جداً فـي العديد من المجالات سواء العمرانية أو الصناعية أو الاقتصادية وغيرها، وهذا أمر مشكور ومقدر لحكومتنا الرشيدة التي بذلت ميزانيات كبيرة وجهدا عظيما للوصول إلى هذا المستوى الطيب الذي يستفيد منه الجميع في كافة المناطق وعلى جميع المستويات.إن السؤال الذي يُطرح حالياً لموضوع يختلف عن النهضة العمرانية أو الصناعية رغم أهميتها، ألا وهو «مستوى الرضى الاجتماعي» من قبل المواطنين حيث يُلاحظ رغم وجود تطور بالمنشآت والمشاريع إلا أننا نشاهد كثرة الشكوى من تخلخل النسيج الاجتماعي في المدن والقرى وذلك لضعف التواصل بين الناس والذي بلغ إلى عدم معرفة الجار لجاره، وكذلك تلاشى أسلوب التعاون والتساعد بين سكان الحي الواحد، بل امتد الأمر إلى أكثر من ذلك مما أوجد ضعف الترابط بين الأُسر (بمعناها الكبير) حيث لا تشاهد التكاتف الاجتماعي الصحيح أو الزيارات المتواصلة بين أفراد الأسرة، لذلك اكتفوا باجتماع سنوي أو نصف سنوي للأسرة على وجبة عشاء أو غذاء في إحدى الصالات أو الاستراحات، وهذا أمر جيد ولكن لا يكفي ولا يعوض عن زيادة التواصل الاجتماعي سواء بين أفراد الأسرة أو الحارة أو المدينة والذي هو أساس رئيسي في ترابط أبناء الوطن فيما بينهم، مما يزيد من مبدأ الأخوة بين الأقارب وتحقيق الجيرة الصالحة والتكاتف لمساعدة المحتاج وغيرها من الأهداف الطيبة بين أبناء المجتمع، والتي هي أساساً من المقاصد السامية لديننا الحنيف الذي ولله الحمد يلتزم به الشعب السعودي الكريم. إن تنمية مستوى الرضا الاجتماعي في بلادنا العزيزة سوف تحقق العديد من الإيجابيات لكافة شرائح المجتمع وذلك بتنمية الأخلاق الحميدة لدى الشباب (ذكوراً أو إناثاً) ومنع الانحرافات الفكرية والأخلاقية لديهم، وذلك بسبب تواصل الآباء والأمهات مع بعضهم مما يوجد علاقة خيرة بين الأبناء ويمنع المندسين والمفسدين من التوغل في هذا المجتمع المترابط، بالإضافة إلى تنمية روح التعاون والتكاتف بين أبناء المجتمع الواحد من خلال تفعيل روح المساعدة للمحتاج وبرامج خيرية وتربوية يعود نفعها على الجميع دون استثناء .... وإلى الأمام يا بلادي.