كمال أحمد المزعل

ليلة متميزة حول العمل التطوعي بسنابس

ليلة الجمعة الماضية الموافق 25 ذي القعدة كانت جزيرة تاروت، وبلدة سنابس تحديدا، كانت على موعد مع ليلة متميزة حول العمل التطوعي، حيث أضاء سماء تلك الليلة قناديل شبابية مشعة، وأي إشعاع انبعث من تلك القناديل، إنه إشعاع الاصرار والإبداع والتفاني، فقد كانت ليلة من ليالي برنامج العمل التطوعي الذي أشرف عليه أحد رواد العمل التطوعي وهو الشاب حسين الجمعان، وكانت تحت عنوان (مبتعث ...تجربة تطوعية)، كان مقدم الحفل أيضا احد الشباب المبتعثين والمشاركين في الأعمال التطوعية، وهو الشاب عبدالله العسكري، الذي أجاد في إدارته للقاء، وكانت الفقرة الأولى من نصيب الشابة نهال أبو خمسين، الشابة المتخرجة حديثا من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي مارست العمل التطوعي قبل سفرها وأثناء دراستها بالخارج وكذلك بعد عودتها الى المملكة، فأسهبت في الحديث عن البرامج التطوعية التي قامت بها في الخارج مع طلبة جامعتها في مجالات مختلفة، ولم يقتصر عملها على الانشطة التي تخص أبناء بلدها، بل انخرطت في الأعمال التطوعية التي يشارك فيها مختلف الطلبة بالجامعة من كافة الجنسيات، فلم تتقوقع على نفسها بل خالطت وشاركت الجميع، وأكدت على أهمية كل عمل حتى ولو كان صغيرا، فلكل عمل أهميته ودوره.أما الشاب الثاني في البرنامج فهو ميثم السلطان، احد الشباب المبتعثين المشاركين في الأعمال التطوعية، فتحدث حول احدى تجاربه التطوعية، وكيف استطاع بالإصرار ان يشكل مع مجموعة من زملائه معسكرا صيفيا استمر حتى الآن ثلاث سنوات، كل ذلك استلزم تحضيرا لمدة شهر واحد فقط، رغم قلة الامكانيات المادية وضيق الوقت وحداثة العلاقة بين اولئك الطلبة المؤسسين، وقرب موعد الامتحانات، الا أنهم استطاعوا ان يقيموا ذلك المعسكر، وهي رسالة أحب ان يوجهها ميثم، الى كل شاب وشابة عند القيام بأي عمل، أن الارادة كفيلة بتجاوز مختلف الصعاب، وبالتالي يمكن تحقيق الكثير والكثير، دون الركون الى شماعة من أي نوع.اما الشاب الثالث فكان مصطفى المزعل، المبتعث ايضا والمشارك في الأعمال التطوعية، وأبرز ما جاء في كلامه علاوة على مشاركته في أعمال النادي السعودي بامريكا، أنه انضم الى البرامج الجامعية والانشطة المختلفة وبعد ان تجاوز مجموعة من الاختبارات أصبح سفيرا للجامعة من مجموع عدد من السفراء تعينهم الجامعة، ليتحدثوا مع ضيوف الجامعة والطلاب المستجدين، والجانب الآخر المهم الذي وصل اليه ايضا بعد تجاوزه مجموعة من الاختبارات، كان حصوله على مرتبة (سينتور)، وأصبح عضوا في الحكومة الطلابية للجامعة، حيث يستطيع الطلبة ان يغيروا الكثير من الانظمة والقوانين بالجامعة، هذا ما اراد مصطفى تشجيع الطلبة عليه، من اجل تجاوز البرامج التقليدية في العمل التطوعي.اما المشاركة الرابعة فكانت معدة على الشاشة، للشاب ايضا محمد الحاجي الذي يحضر لشهادة الكتوراه في الولايات المتحدة، وكان من ابرز ما أراد الإشارة اليه، انه من الضروري العمل على تهيئة العمل التطوعي من بدايته للاستمرار، فأهمية العمل هو في استمراريته وليس في انطلاقته الأولى فقط، اما النقطة الثانية فكانت تأكيده على أن العمل التطوعي، يجب ان يسير جنبا الى جنب مع العمل الحكومي، فلا يجوز ان نحيل كل الأعمال الى الدولة، فاي دولة مهما كبرت لا بد أن يشارك معها المواطنون في تقديم الخدمات التطوعية.لقد كانت فعلا ليلة متميزة، قدم فيها الأبناء خلاصة تجاربهم التطوعية، ويسعد فيها المرء عندما يشاهد الابناء يقومون بأعمال تطوعية مختلفة ومتميزة، بل يفوقون ما قام به الآباء، وعندها تزداد سعادته ايضا.