سليمان أباحسين

1979 طريق.. الفرس

 عام 1979 كان عاما استثنائيا بكل المقاييس في منطقة الخليج العربي، التي عرف تاريخها السياسي بالهدوء والعلاقات المتميزة بينها وبين دول الجوار، كما شهد ما قبل هذا التاريخ أهم وحدة هي الامارات العربية المتحدة.  لكن عام 1979، وهو بداية الثورة في إيران والتي حولت إيران من نظام ملكي تحت حكم الشاه الى نظام جمهوري انقلب في البداية على الداخل بالقمع وتطهير الجماعات المعارضة بما فيها من رموز الثورة الثقافية الخمينية في الجامعات والمؤسسات الإيرانية.  قبل هذا التاريخ كانت إيران في المسرح الدولي لاعبا مهما، وفي اقتصادها رافد وخير لشعبها وشعوب العالم، وان كانت تبدو كشرطي في المنطقة، لكنها كانت بتبادلاتها التجارية تعزز من قوة المنطقة. وبعد تصفية الثورة خصومها في الداخل، وبدلا من تعزيز دورها الثوري للارتقاء بالشعب الإيراني اتجهت الى تصدير الثورة وهو مفهوم فارسي واضحة معالمه واطماعه، وراحت تشعل الفتن والانتفاضات في دول المنطقة، تارة في المنطقة الشرقية من المملكة، وتاره في البحرين.  ليس ذلك فقط، بل من عهد الثورة، أي من الخميني، الى خامنئي عهدت إيران الى تسييس الحج وهي غاية فارسية، مثلها مثل بسط نفوذها وتدخلها بعواصم مثل بيروت، ودمشق، وبغداد، وصنعاء، وكانت في موسمي حج 89،86 وصمة عار على الامة الإسلامية. ما سبق.. هو تاريخ الفرس منذ قيام الثورة، وإذا كان للموطن الإيراني من سؤال فهو حتما متكرر عما قدمت السياسة الإيرانية له طوال العقود الماضية، عدا مزيد من الانغلاق، وضيق العيش، وتصارع الأجنحة، والتدخل في شؤون الآخرين من الدول الخليجية المجاورة ونسيجها الاجتماعي والطائفي، والتحريض على العنف والعصيان محاولة بذلك وقف استمرار الخط التنموي لبناء شعوبها. وبمعنى آخر كان هناك امل أن يكون لإيران شأن في التقنية والاكتشاف بدلا من العبث بشبكات التجسس والانتقام، وبدلا من تصدير الثورة بين دول المنطقة كان يمكن تصدير العلم والفكر والإنجاز في المحافل العلمية والعملية والدولية.