جعفر الصفار – القطيف

أطفال الشرقية يلقون «دوخلاتهم» في مياه الخليج

ألقى العشرات من اطفال المنطقة الشرقية "دوخلاتهم" في مياه الخليج العربي، بحضور عوائلهم، وذلك ضمن نشاطات مهرجان الدوخلة الوطني الحادي عشر المقام على شاطئ تاروت في محافظة القطيف، وسط أهازيج وأنغام الأطفال بأنشودة الدوخلة التراثية الشهيرة «دوخلتي حجي بي، ليمن يجي حبيبي، حبيبي راح مكة، ومكة المعمورة، فيها السلاسل والذهب والنورة»، بعدها تجمع الأطفال في ساحة الألعاب الهوائية المخصصة لهم، فيما استمتع باقي الزوار بفعاليات المهرجان.وكان من المفترض اطلاق البرنامج الخميس الماضي لكنه تأجل، وتسابق الأطفال بصورة عفوية لرمي «الدوخلة» في شاطئ تاروت مرتدين أزياء تراثية خليجية، ويلقون «الدوخلات» في مياه الخليج العربي، وهم يرددون تلك الأهزوجة التراثية.والدوخلة هي موروث خليجي ويعرف أيضاً باسم «الحية بية»، وهي عبارة عن سلة صغيرة مصنوعة من الخوص تدعى «إسعنة» يزرع فيها الأطفال بذورا سريعة النمو مع انطلاق قوافل الحجاج إلى مكة. وعادة تقوم النساء بصنع «الدوخلة» لأطفالهن عند بكائهم إذا سافر الحجاج ليتسلوا بزراعتها ومتابعة نموها وسقيها وهم يرددون: «حبيبي غايب مكة»، ثم يرمونها استبشاراً بعودة الحجاج سالمين.وشهد المهرجان في انطلاقته مساء الاثنين ازدحاما بالأطفال والرجال والسيدات الذين استمتعوا بفعالياته، وجسّد المهرجان مزيجاً بين الماضي والحاضر، وأتاح التنوّع والتجاور بين الأجنحة، وتقاربا في أوقات الفعاليات، وفرصاً عائلية للترفيه. وجمع المهرجان بين مضامين اجتماعية وتراثية وثقافية تناسب الجنسين دون تفضيل أو تمييز، وفي موقع مميز بيئياً. وتوافد الزوار لمتابعة افتتاح المهرجان التراثي الوطني، مشيدين بالقرية التراثية والمعارض التجارية ومعرض الأسر المنتجة والخيمة الثقافية وخيمة الفنون، وشهد المهرجان العديد من البرامج النوعية الفريدة التي تضمنت أنشطة ترفيهية ومسرحية وثقافية وتراثية ومسابقات وعروضًا فلكلورية. ورصدت عدسات الشباب والفتيات صور الأطفال أثناء احتفالاتهم بالعيد في المهرجان، وكذلك المعروضات بالقرية التراثية، وتسابق الجميع في التقاط الصور لتوثيق المعروضات في القرية التراثية. وجذب معرض الأسر المنتجة الكثير من الزوار وتم خلاله عرض منتجات الأسر، مثل فن الكورشيه، الطباعة على الأقمشة، العطور، الديكورات الأوروبية وغيرها من البضائع منزلية الصنع. واستمتع الزوار أمس بمشاهدة الفعاليات المختلفة والمعارض المتنوعة التي انتشرت في أنحاء المهرجان، إضافة إلى المعارض الخاصة بالأطفال، وشارك الحضور في البرامج الترفيهية والمسابقات التي وزّعت خلالها الجوائز على المشاركين. ويدخل مهرجان الدوخلة عامه الحادي عشر برعاية إعلامية من ”اليوم“ بتوسع وشهرة أوسع على مستوى المنطقة الشرقية وزوار من دول الخليج العربي، ويحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية. ويفتح المهرجان أبوابه يوميا من الساعة 4 مساء حتى 12 بعد منتصف الليل وتضم أركانه: القرية التراثية والتراث البحري والحرف اليدوية والمقهى الشعبي والمعارض الفنية والأسر المنتجة ومشروعي الصغير والخيمة الثقافية والمسرح الخليجي والمحلي ومعرض القرآن الكريم ومعرض السلامة المنزلية وخيمة السلامة المرورية والخيمة الصحية وقرية الألعاب الترفيهية والمرسم الحر والنحت على الرمال.