الحج والعمل المخلص
الحرمان الشريفان تهوي إليهما أفئدة المسلمين في كل مكان وتتعلق قلوب المؤمنين بزيارتهما والابتهال إلى الله بالدعاء والتضرع ليلاً ونهاراً، لذا نشاهد الأعداد الغفيرة من المسلمين يقدمون بالملايين سنوياً لمكة المكرمة والمدينة المنورة على مدار العام حيث نلاحظ زيادة مستمرة بعدد الحجاج والمعتمرين والزوار.إن استقبال وتنظيم هذه الاعداد الكبيرة جداً من الحجاج والمعتمرين يعتبر أمراً ليس بالسهل لان موسم الحج أو رمضان يشكل أكبر تجمع بشري بالعالم في مكان ووقت واحد، إضافة الى أن الحجاج والمعتمرين والزوار ليسوا من بلد واحد أو ثقافة واحدة أو مستوى علمي واحد، مما يزيد من صعوبة العمل الميداني على الأرض رغم وجود الخطط والبرامج التي وضعت لتيسير تنقل وخدمات هذه الاعداد الكبيرة من الناس، والحقيقة فإن المملكة العربية السعودية قد حققت لعقود طويلة من السنين نجاحا وتميزا في إدارة أعمال الحج والعمرة لمكة المكرمة والزيارة للمدينة المنورة، وذلك لما تبذله الحكومة الرشيدة - رعاها الله - من ميزانيات ضخمة على خدمات الحرمين الشريفين، وكذلك إقامة المشاريع العملاقة التي تيسر على الناس أداء مناسكهم بيسر وسهولة. إضافة الى ما تقدم فإن العنصر الاساسي هو العمل المخلص للكوادر الشابة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن والذي يعتبر عملا متميزا ونموذجيا سواء كان ذلك من العسكريين أو الموظفين المدنيين أو الكشافة أو المتطوعين، وكل هؤلاء من أبناء الوطن قد سخر كامل طاقته وبصدر رحب لخدمة ضيوف الرحمن وذلك ابتغاء للأجر والثواب من الباري عز وجل الذي أكرم بلادنا العزيزة باحتضان المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.إن العمل المخلص الذي يقوم به أبناء الوطن (رجالاً ونساء) كل في موقعه ومسئوليته سواء من الحكومة أو موظفيها (عسكريين ومدنيين) أو المواطنين، أمر يستحق التقدير والشكر لانه تفوق لا يأتي بسهولة مما يجعله مفخرة للمملكة العربية السعودية التي تحقق هذه الانجازات العظام سنوياً ليس للسمعة أو البريق الاعلامي ولكن طاعة لله ورسوله وخدمة للمسلمين الذين يقدمون من كافة بقاع الارض... وإلى الأمام يا بلادي.