احتفال بأبغض الحلال!
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا يبدو أنه لاحتفال مبهج اصطفت على طاولته قطع «الكيك» والحلى والعود الأزرق وألوان المشروبات وبعض اللافتات والتى كتبت بخط الثلث مثل (ما يؤخذ طير وراعيه صقار) و(هم وانزاح) وكأنه لاحتفال تفوق أو إنجاز، والحقيقة أنه لسيدة تحتفل بطلاقها من زوجها بمباركة مديرة المدرسة وبعض زميلاتها وعلى مسمع ومرأى من طالباتهن وبالتوثيق بالتصوير. وكشف بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل الحقيقة حول مناسبة المقطع بأن مواطنا خير زوجته المعلمة ما بين الطلاق أو الوظيفة مما اضطر المعلمة إلى تفضيل الوظيفة على زوجها وقبولها بالطلاق، المناسبة التي باتت تتكرر مؤخراً بشكل لافت للانتباه الاحتفال بأبغض الحلال الى الله (الطلاق)! المرأة التي تقدم على هذا العمل ناقصة عقل وتعاني من مشكلات نفسية وتنقل صورة سلبية عن المجتمع والحياة الأسرية المقدسة التى بنيت على المودة والرحمة وتنتهي (بتسريح بإحسان)، والطامة الكبرى عندما يكون هناك ما يربطهما من أبناء وبنات يجبرون على الاحتفال بفراق والدهم! ومن السخف أن من هنأنها بزواجها اتين ليهنئنها بطلاقها! ألا تشعر تلك المحتفلة بالخزي والخجل من هذا التصرف الأرعن؟ ثم من سيتقدم لها وهو يتوجس خيفة أنها فى يوم ماء ستحتفل بفراقه! ثم كيف تسمح وزارة التربية والتعليم بإقامة هذه الاحتفالات بمدارسها وعلى مسمع ومرأى من طالباتها! لعلها أتتنا مصدرة! ففي المجتمع الصحراوي بجنوب المغرب يحتفى بالمرأة المطلقة بل وتكون مفضلةوكأنه زواج، فيتم الإتيان بالمغنين ورسم الحناء وقد تصل إلى عمل دعوات لحضور الطلاق و «زفة» و «زغاريد» و «ولائم» وهدايا وغناء وكافة الطقوس الأخرى الخاصة بالزواج. بعض السيدات يقمِن احتفالا ضخما في إحدى القاعات الكبرى وترتدي فستانا أحمر أو أبيض، وتدعو صديقاتها وأقرباءها للاحتفال معها بحصولها على ورقة الطلاق من الرجل الذي تشعر أنها لا تستطيع أن تكمل العيش معه. أنا دائماً أبتعد عن الكتابة فى خصوصيات الناس وتصرفاتهم الفردية، لكن القضية تشعبت والاحتفالات كُثرت وإذا لم توأد فى مهدها فلعلنا نشترط مستقبلاً فى عقود النكاح أن «حفلة الطلاق على العريس» وإن الارتباط الزوجي المقدس ما هو إلا فيلم تجاري قصير سينتهي فى يوم ما. والله المستعان.