عيسى الجوكم

عبدالله فؤاد.. رياضي من نوع آخر!!

  عبدالله فؤاد، اسم كبير في عالم المال والاقتصاد، له ما له من قصص الكفاح والعصامية، وكيف حول أرضه القاحلة بالفقر في صغره، إلى واحة خضراء بالثراء والعمل الخيري.  لن أغوص في بحر الحرمان، ولا نهر الثراء، لهذه الشخصية المتفردة في رحلة طويلة من العمر، والتي فيها من الدروس ما يكفي لكتابة المجلدات، لا سيما في أرقام المال الخيالية للأعمال الخيرية، ونهوضه بعد كل حالة انكسار أقوى مما كان عليه.  لكنني هنا سأكتب عن النهر الممتد بالعطاء وبالصمت لهذه الشخصية العصامية في الجانب الرياضي، من خلال ما قدمه لنادي الاتفاق لأكثر من ثلاثين عاما، دون أن يدون اسمه من ضمن الداعمين، ولا من ضمن من يدفع لكي يكون له قرار أو رأي في مسيرة العملاق الاتفاق.  كان يقدم دعمه بالخفاء، وبدون (شو) حتى أغلب صناع القرار في النادي لا يعرفون عن دعمه، بل إنه لم يحاول ولو مرة واحدة طوال تاريخه العريض مع الاتفاق أن يبدي رأيا، أو يعطي موقفا إزاء أحداث ناديه، كل همه ان يكون سفير الشرق في القمة.  لم يتبع أسلوب فرض الوصاية، وكان قلبه الكبير يتسع للجميع، لذلك كان اسمه بلسما للاتفاق والاتفاقيين، وكلنا يتذكر دعمه وموقفه بعد تحقيق قدم الاتفاق آخر بطولة لأندية الخليج.  لقد كان عبدالله فؤاد رياضيا من نوع آخر، لا تعرف يسراه، ما قدمت يمناه بصمت شعاره المحبة، ودوره خدمة مجتمعه وناسه، دون أن ينظر إلى اسمه، ولا حتى كلمة شكر من الآخرين.  هو رياضي من نوع آخر، ومواقفه وأهدافه السامية في المجال الرياضي، يعطي نهجا واضحا لرجال اعتبروا هذا المجال فرصة لخدمة شباب مدينة الدمام، دون تحقيق مطامع أخرى من وراء الدعم والبذل والعطاء.  رحل عبدالله فؤاد عن دنيانا، ولا يعرف أهل الرياضة عامة، وجمهور الاتفاق خاصة كم قدم هذا الرجل الكريم لناديهم.  عبدالله فؤاد اسم أشهر من رأس على علم في عالم المال ورجال الأعمال، وهو كذلك في المجال الرياضي، ولكنه فضل أن يكون عمله لمجتمعه وليس لاسمه.  كم نحن بحاجة ماسة لنموذج عبدالله فؤاد في مجتمعنا الرياضي، بعد الحالة المرضية التي تعاني منها الساحة الرياضية منذ سنوات عديدة.  رحم الله عبدالله فؤاد الذي وضع بصمته في مجالات عديدة، بقصة كفاح وعصامية مطلقة، سيحكي عنها الأجيال، وستكون سيرته العطرة منهج حياة، كيف لا؟ وهو الذي حول اليأس لتفاؤل، والألم لأمل، والفقر لغنى، والانكسار لانتصار، والتعثر للنهوض، والأهم من ذلك كله أنه لم يتغير مع تغير حالته، فبقي بسيطا متواضعا محبا وعاشقا للخير في كل معترك خاضه.  رحم الله عبدالله فؤاد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.