فتاة وفتاة
هذا عنوان فصل من كتاب (هوامش) للأستاذ ميخائيل نعيمة. سأسرد هنا قراءة المفكر حسين مروة لما كتبه نعيمة.«تستوقفنا هنا هذه المقارنة الصارخة بالاعتزاز الإنساني من جانب وبالاحتجاج والخجل الإنساني من جانب آخر. مقارنة بين مغامرة فلنتينا تيريشكوفا رائدة الفضاء الأولى السوفيتية.. ومغامرة فتاة من لبنان أحبت إنسانا من وطنها ولكنه من غير مذهبها. فكان بذلك مصرعها غسلا للعار».. ما أروع أن يصرخ الأستاذ نعيمة في ختام هذا الفصل احتجاجا على مصرع هذه الفتاة اللبنانية في لبنان قائلا:أرجو أن لا تسمعني الأرض في مدارهاولا الطير في أوكارها ولا السباع في أوجارهاولا الأسماك في بحارها..فهي اذا سمعتني لم تصدق ما أقول»حين نقول فتاة وفتاة قاصدين المقارنة بين فتاة من مجتمع وأخرى من مجتمع آخر.. فنحن لا نقارن بين فتاتين.. بل بين مجتمعين، وما الفتاتان الا المثل على الفرق بين المجتمعين في السلم الحضاري.ما عدا فترة قصيرة في التاريخ كانت المرأة فيها محركة للتاريخ أصبحت محل اضطهاد في كل المجتمعات البشرية. وبدأ فجر المرأة بالظهور في الأزمنة الحديثة ولا يزال ذلك الفجر في اتساعه حتى الآن.كلما يمر علي اسم فالنتينا تيريشكوفا، يتداعى الي ذكر قصيدة جميلة لشاعرنا الجميل سعد البواردي يقول فيها:«فلنتينا:وأنت تعبرين الكون في مركبة الفضاءهل شاهدت عيناك شيئا اسمه الصحراءكثبان رمل أحمر يدعونها الدهناءواحات نخل اسمها القطيف والأحساءوبلدة ناعسة الجفنين اسمها شقراءتلك بلادي يا فلنتينا.. الخ»يا سعد يا بواردي:فناة وفتاة كتبها ميخائيل نعيمة يقارن فيها بين فلنتينا وبين فتاة لبنانية.. وأنت تعرف يا سعد أني لا أريد منك مقارنة فلنتينا بفتاة من (بلدة ناعسة الجفنين اسمها شقراء) بل أريد منك أن تقارنها بفتاة من لبنان.. نعم بفتاة لبنانية تلك التي خجل ميخائيل نعيمة من تصرف مجتمعها بها حتى الموت لأنها أحبت كما تشتهي هي لا كما يشتهون فهل تستطيع؟!أظنك ستضحك من سؤالي هذا وستقرأ علي بدلا من المقارنة قصيدتك في لبنان.أليس كذلك؟