عيسى الجوكم

ماجد «نجم» لا يهزمه الزمن..!!

 تتعدد الأسماء، ويتناوب النجوم، وتهتز الشباك، لكن ماجد عبدالله يبقى نجما لا يهزمه الزمن، ولا يفقد بريقه مع لمعان غيره، ولا تسقط أوراق أشجاره التهديفية مع بزوغ أغصان غيره؛ لأنه باختصار فريد في أهدافه التي عانقت شباك الإنجليز وبلاد البن، وغيرهما ممن استعصت على أقدام ورؤوس الآخرين. ليس تقليلا في إنجاز ابن النخيل محمد السهلاوي في صدارة هدافي العالم لعام 2015، وليس اندفاعا لحماية تاريخ ماجد، فالأرقام المميزة لا تمحى، لأنها جاءت في زمان ومكان لا يمكن نسيانه، فالأسمراني لا يحتاج للغة دفاع منذ نعومة أظفاره، والتاريخ يشهد له بذلك. ما آلمني ذلك السم الذي زج في عسل المدح للسهلاوي، وهو يستحق ذلك بدون شك، ولكن اعتراضي أن البعض سل سيفه من غمده متناسيا أهداف السهلاوي، موجها فرحه العارم بتحطيم رقم ماجد، وكأن لسان حاله يقول "ليس حبا في السهلاوي، ولكن بغضا لك يا ماجد". هذه حقيقة البعض الذي لم ينس يوما ماجد عبدالله، رغم ابتعاده عن المستطيل الأخضر لسنوات طويلة، طبعا حقدا وليس حبا، فهناك الكثير ممن حفروا اسمه في قلوبهم، وظل سجينا لم تفرج عنه الأيام، ولا غياب الصورة، لإطلاق سراحه محبة لهذا الفارس القابع في ميدان القلوب. ماجد عبدالله ليس رقما في قلوب عشاقه ولا حتى خصومه، هو محطة يتزود منها الكثير وقود النجومية والقدوة ونبل الأخلاق، ولهذه العوامل ظل اسمه متوهجا وهو بعيدا عن تسجيل الأهداف والركض في المستطيل الأخضر.  نعم لا أبالغ إذا قلت ان من ركب سفينة عشق الأسمراني بعد اعتزاله.. أكثر من الراكبين أيام نجوميته.. وهي ظاهرة انفرد بها ماجد عبدالله عن غيره من النجوم محليا وعالميا.. ولا داعي للاعتراض.. فالأرقام لا تكذب.. والشواهد كثيرة.. ولنا أن نسأل كيف يهرول طفل عمره لم يتجاوز السابعة لماجد عبدالله عندما يراه في الأماكن العامة.. وهو لم يشاهده في الملاعب.. ولا حتى في الشاشة الفضية.. ولكن ماجد وبطولاته وأهدافه غزت قصص الأطفال في منازلهم.. ورسم طلاب الابتدائي في أوراقهم البيضاء البريئة سهما ملتهبا قذفوه من قوسه لقلوبهم لكثرة ما سمعوه عن الأسمراني..!! يقولون «البعيد عن العين بعيد عن القلب».. ولكن لكل «قاعدة شواذ».. والماجد لأكثر من عشر سنوات وهو بعيد عن المستطيل الأخضر.. لكنه بقي في القلوب.. ولم يخف وهجه.. وتتوارى نجوميته.. وبقيت شمعته مضيئة.. بل إنه بقي في دائرة الاهتمام الجماهيري والإعلامي.. وهو بعيد عن المناصب واللجان.. بعيد عن البهرجة.. فمثله لا تطفئ شمعته المتوقدة في قلوب عشاقه القدامى والجدد..!! إنه الماجد.. الذي تغنت موهبته في شباك الإنجليز والبرازيل.. وسبحت مع أمطار سنغافورة في شباك الشرق آسيوية.. وكتبت عهدا جديدا مع الخسائر الكويتية.. أولوياته في واد والآخرون في واد آخر.. لذلك لن يمحى اسمه لمجرد تخطي نجم آخر عدد أهدافه في بطولة ما.