خالد الشريدة

تجنيد الأطفال من خلال الألعاب

حينما يسكن الخوف قلب إنسان فإن ذلك يعني أن تفكير هذا الشخص قد تعطل أو لا يستطيع التفكير بشكل سليم وواضح، إذا فرضنا أن هذا الشخص هو رجل كبير وناضج فما بالك إذا وقع ذلك على قلب طفل أو حدث، في تقديري هذا ما لجأت اليه المنظمات الارهابية المتطرفة مثل داعش وغيرها في استغلال التقنية والتكنولوجيا في تجنيد الأطفال والأحداث الصغار من خلال الألعاب الإلكترونية، وعمل صداقات وهمية معهم واستغلال حساباتهم ومعرفة أرقامهم السرية ثم بعد ذلك يبدأ مسلسل التهديد والترويع لهؤلاء الأطفال. أنا ألوم وأحمل المسئولية في الغالب إلى أولياء الأمور والمجتمع.. أين متابعة الأبناء، مثل هذه الألعاب الخطيرة إذا لم نحسن مراقبتها وتقنينها في أوقات معينة، وإذا لم يكن لدينا ضوابط عليها فمن الأفضل عدم شرائها وادخالها المنازل. هناك من يمضي يومه وهو يلعب دون رقيب ولا حسيب، فقد ذكرت صحيفة مكة أن مسؤولة البحث الجنائي بالعاصمة المقدسة هالة الحارثي قد حذرت أولياء الأمور من ترك أبنائهم امام الألعاب الإلكترونية دون مراقبة أو توجيه فهي معرضة للاختراق من قبل الجماعات الإرهابية ولا سيما داعش، واوضحت الحارثي أنهم يتلقون بلاغات من أولياء أمور تفيد بأن أبناءهم والذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 20 سنة قد تعرضوا لتهديدات أون لاين من بعض الأشخاص عن طريق الألعاب الإلكترونية، وتشير هذه التهديدات بقتل والديهم أو خطفهم إذا لم ينصاعوا لرغباتهم وتوجيهاتهم.الحكاية تبدأ بلعبة ثم تتحول إلى تهديد بالقتل إذا وقع هؤلاء الاحداث تحت هذا الضغط النفسي فإنه من المؤكد سوف تؤثر فيهم بل بعضهم قد لا يخبر أحدا في الأمر ويصبح تحت سيطرتهم وينصاع إلى رغباتهم وهنا تكون الكارثة، تهديد الاحداث والأطفال من قبل منظمات إرهابية أو عصابات المخدرات ينتشر ويتزايد هذه الأيام في ظل غياب دور الأسرة وعدم قربهم من أبنائهم هناك من يستغل هذا الغياب وهذا التفكك الاجتماعي لدى البعض، لو كانت الأسرة تقوم بدورها على أكمل وجه من مراقبة ومتابعة لتخلصنا من كثير من مشاكلنا الاجتماعية.المسئولية ليست فقط على الأسرة رغم أنها تتحمل الجزء الأكبر منها ولكن هناك أيضا مسئولية و تقصيرا من جانب المجتمع، فمثلا دور المدرسة ضعيف جدا بل إن كثيرا من المدارس لا يوجد لها دور في الاصل في هذا الجانب، وسائل الإعلام هي أيضا غائبة ومقصرة في تناول هذه القضايا وتوضيحها للرأي العام، نعم نجحنا في مواجهة هذه الأفكار أمنيا وعسكريا ولكن مع الأسف على الصعيد الأسري والاجتماعي أعتقد أننا لم نحقق شيئا يذكر.