سجدي الروقي

طفل «الدالوة»

¿¿ طفل «الدالوة" الذي رأيناه فى مقطع «واتس أب» عفوي وهو يجلس القرفصاء فى جو شديد البرودة ووقت متأخر من الليل على رصيف الشارع، دنا منه أحد المارة ليسأله عن سبب خروجه فى هذا الوقت المتأخر فقال إن عمه «زوج أمه» ضربه وحكم عليه بالجلوس خارج المنزل! ولعله أسلوب تأديبي وطريقة عقابية قديمة عندما كان الحي الواحد أسرة واحدة، أب وأم وإخوة خلف كل باب من أبواب الحي العتيق، فلا خوف عليه ولا هُم يحزنون! والدالوة قرية أحسائية حالمة سميت كذلك لتدلي عناقيد العنب من مزارعها «وهذا ليس بموضوعنا».¿¿ نفس الطفل فى «مقطع إلحاقي» رأيناه وقد تورمت عيناه ووجنتاه ولفت يداه بشاش أبيض ويجلس على كرسي متحرك بسبب أن عمه عاقبه لتحدثه مع الأجنبي الذي سأله وسمح له بالتصوير!وفيما لو صدق الراوي وكانت صور مقطعي الفيديو حقيقة، إذاً فهناك عنف أسري يعاقب عليه القانون والدين والأعراف والانسانية ولا بد من التدخل لإنقاذ هذا الطفل من براثن هذا العم المتسلط، فالعنف ضد الأطفال موجود بكافة المجتمعات والعديد من الأسر خاصة محدودي الدخل والتعليم ويكثر فى القرى والمناطق المنزوية فى المدن الكبيرة، وذلك وفق دراسات معلنة قامت بها جهات متخصصة وتسعة أعشار هذا الاعتداء غير معروفة بسبب قلة حيلة الطفل والتستر على القضايا من قبل الاقرباء! ¿¿ ويؤخذ على المجتمع موقفه السلبي مع حالات الإيذاء والتحرش وكثير من القضايا التي تطوى بالتستر، إلا أن تلك التي وصلت إلى أروقة المحاكم الجزائية خلال عامي 1435 و1436 بلغت نحو 3982 قضية بمعدل ست حالات يوميا.وهذا وفقا للمؤشر الإحصائي في وزارة العدل، فإن القضايا تتضمن التحرش بالنساء واستدراج الأحداث، فيما تقيد معها قضايا الإيذاء في تصنيف النظام الشامل لإيداع القضايا، إذ كشفت الإحصاءات تصدر الرياض بقية المناطق في قضايا التحرش والإيذاء بواقع 1199 قضية، تلتها مكة المكرمة بـ494 قضية، ثم المنطقة الشرقية بـ335 قضية، فالمدينة المنورة بـ275 قضية، وتقاسمت بقية المناطق الـ1679 قضية المتبقية. ¿¿ وإذا كُنا نريد نشأً صحيحا خاليا من العقد بعيدا عن العنف والسطو والارهاب فلا بد من توجيه الإعلام لكشف مثل تلك القضايا ومعاقبة فاعليها والتشهير بهم وتصحيح الاعتقاد الخاطئ بأن الضرب هو وسيلة التربية الناجعة والسريعة المفعول وأن التسلط على الزوجة هو سمة الرجولة والفحولة ولا بد من معالجة الحالة الاقتصادية للاسر لقطع عاملي الفقر والبطالة وما تسببه من تبعيات عدوانية ونفسية ومراقبة وسائل الإعلام التى تروج للعنف والتدمير والقتل، والله المستعان.