التخطيط للمطر
نتابع في كل فصل شتاء أخبار الأمطار التي تهطل على مدن وقرى مناطق مملكتنا الحبيبة ونسأل الله ان يجعلها أمطار خير وبركة وينفع بها البلاد والعباد، ونشر بصحيفة مكة خبر حوى تأكيد مصادر للصحيفة انه بناء على توجيهات عليا باشر محققو ثلاث جهات رقابية «هيئة الرقابة والتحقيق، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وديوان المراقبة العامة» رصد أسباب غرق خمس مدن عبر جولات مكثفة تشمل كل القطاعات ذات العلاقة بالبنية التحتية في كل من الرياض، جدة، بريدة، تبوك، الدمام، حيث شملت الجولات الرقابية كلا من الأمانات، وإدارات الطرق والنقل، وفروع شركة الكهرباء، ومديريات وفروع المياه والصرف الصحي وشركة المياه الوطنية.وكذلك خبر انتهاء محققي جهتين رقابيتين استجوبوا 23 موظفا بأمانة جدة بينهم مهندسون مشرفون على مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول والأنفاق والجسور وموظفون بينهم قياديون بالأمانة بمرتبة وكيل أمين ومدير عام، حول الأسباب التي أدت إلى عدم تنفيذ مشاريع اعتمدت سابقا لتصريف مياه الأمطار داخل الأحياء، إضافة إلى ضعف كفاءة بعض مشاريع الأنفاق المنفذة، وضعف كفاءة المضخات التي تم التعاقد عليها ضمن مشاريع الأنفاق. وأن المحققين طلبوا استدعاء قياديين متقاعدين وقعوا على تسلم بعض المشاريع رغم ضعف تنفيذها، إلا أنه تعذر حضورهم، مما حدا بالجهة الرقابية إلى طلب مراجعتهم عن طريق الجهات الأمنية لأخذ إفاداتهم حول ما وصفته بموافقتهم على تسلم المشاريع رغم عدم تنفيذ المقاول كامل تفاصيل العقد والجودة المطلوبة. وأن بعضا ممن استُجوبوا حملوا المسؤولية للمقاولين المنفذين، إضافة إلى توجيهات عليا من الأمانة بسرعة استلام المشاريع لافتتاحها، رغم عدم اكتمال أجزاء من المشروع، مطالبين المقاول باستكمال المشروع بعد افتتاحه جزئيا إلا أن ذلك لم يحدث، مشددة على أن تقريرا سيتم رفعه إلى جهات عليا، إضافة إلى إمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الشؤون البلدية والقروية، وستعلن نتائجه والإجراءات المترتبة عليه خلال أيام.وفي فصل الشتاء نعيش توقعات الطقس والرصد والتوثيق والتثقيف بأوقات هطول الأمطار وأثرها ومراحل المشاريع التنموية لمواجهتها ومدى جودتها ومراحل إنجازها وجهات المتابعة والمحاسبة والتطوير. وكذلك مع هطول الأمطار تتضح أهمية مراحل تنمية المكان من بداية تكوين فريق التخطيط لرسم خطط يتم من خلالها الوقوف على الحاجة واختيار الأماكن المناسبة لمشاريع التنمية المختلفة الإسكانية والتجارية والصناعية والتعليمية والدينية والترفيهية والبنية التحتية، ورصد الميزانيات ومراحل التنفيذ والمتابعة والتقييم والتقويم لتحقيق المشاريع لأهداف الخطط العمرانية والتنموية. وعندما نعيش فصل الشتاء وأمطار الخير تبرز نقاط مهمة نعيشها واقعا ملموسا منها وجود الجهات التي تقف على المشاكل وتعالج الأسباب التي تؤدي الى فقدان في الأرواح وإتلاف الممتلكات العامة والتأثير في الاقتصاد الوطني سلباً ويتضح ذلك من متابعة الجهات المعنية والرقابية وما ينشر في الصحف من تقارير عن ذلك.وتبرز نقطة مهمة أيضاً وتكمن في الأخذ في الاعتبار مخططات البنية التحتية وما تحوي من تصريف لمياه الامطار في مراحل تخطيط أراضي المدن البيضاء التي سوف يتم تنميتها حاضراً ومستقبلاً ومدى ترابطها مع ما هو مبني في المخططات العمرانية، وكذلك اعتماد المخططات العمرانية من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالإضافة الى المجالس البلدية ومجالس المناطق. وأخيراً وليس آخراً المطر نعمة وفيه خير ومع ما يطرح من أفكار ودراسات في الصحف المحلية والخليجية عن مقترحات مشاريع لقناة مائية لربط الخليج العربي ببحر العرب وأخرى لربط البحر الأحمر بالخليج العربي، اطرح مقترح دراسة الاستفادة من الأمطار بإنشاء مشروع قنوات مائية تربط مدن وقرى المملكة تأخذ في الاعتبار محاور الاستراتيجية العمرانية الوطنية ويتم إنشاء مناطق تجارية وسياحية عليها، ومع التأكيد للإحصاءات الرسمية بأن قطاع النقل يستهلك نحو 23بالمائة من إجمالي الطاقة في المملكة، ويستهلك أسطول المركبات الذي يصل إلى أكثر من 12 مليون مركبة، يومياً من البنزين والديزل نحو 811.000 برميل يمكن استخدام القنوات المائية كوسائل نقل للسلع والمنتجات لتساهم في تخفيف الازدحام وهدر الطاقة وتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.