سجدي الروقي

الثقبة الحي المغيب!

طبيعة التركيبة السكانية غير المتجانسة داخل الحي هي ما يفرز الأعمال المخالفة لقيم المجتمع ومعتقداته، واذا تخلخل النسيج الاجتماعي فى الحي تولدت أعمال الشغب والسرقات وأصبحت سوقا مناسبة لتجارات ممنوعة ومبعثا للخوف والقلق الدائم بين السكان، خاصة ما يتبعها من جرائم وسرقات تتطلب وجودا أمنيا مستمرا، وإذا أردنا عائلة منتجة وجوا آمنا لا بد من ترتيب البيت أولاً وثانياً وثالثاً.وحي الثقبة فى الخبر يعاني سكانه من وجود العديد من المشاكل المتغلغلة داخل تركيبته السكانية، وأصبح مصدر قلق للجهات الأمنية قبل السكان بسبب تجاوز نسبة العمالة البسيطة محدودة المهن والتعليم نسبة المواطنين، وتعدد الجنسيات وتكدسهم فى منازل شبه آيلة للسقوط لتوفر المطاعم الشعبية وتوسط الحي مما يوفر عليهم المواصلات وقضاء حوائجهم بيسر. بالاضافة الى ارتفاع نسبة التستر التجاري!. وبرغم مجهود أمانة المنطقة الشرقية لنظافة الحي وتعبيد الطرق وإنارتها الا أن الوضع مزرٍ!، بسبب ثقافة الحي المختلفة وعدم الاهتمام والتكدس الكبير فى وحدات الحي السكنية وانشغال فرق النظافة وبعض العمالة بنبش النفايات واستخراج المعادن قبل حمل ما يتيسر حمله من مخلفات، والغريب أن الحي لم يخطط عشوائيا فهو من ارقى الأحياء المخططة هندسياً ويحتضن بنية تحتية رائعة وجولوجياً فهي أرض جبيلة جيرية مرتفعة وموقع متوسط يربطها ببقية الأحياء خطوط وجسور وأنفاق مميزة.وإذا كُنا نريد إنقاذ الحي فيجب أولاً إجبار الشركات والمؤسسات على إنشاء وحدات سكنية مناسبة داخل سياج فى مناطق محددة وتطوير المباني الآيلة للسقوط وضبط الحركة التجارية ومتابعة التستر وملاحقة المتخلفين والمخالفين، وهذا ما سيشجع العودة الى الحي مستقبلاً لمن هجروه، وإن لم نكُن أسرفنا فى الآمال فما المانع من استفادة وزارة الاسكان باجزاء من الحي بعد نزع الملكيات وستتوفر مبالغ كبيرة لبنية تحتية وطرق وإنارة.والثقبة التى سميت بهذا الاسم لوجود ثقب ماء حلو وأسسها وسكن بها الحراملة (آل هين وآل فايز) من فخذ ال ازيد المخضبة بني هاجر بعد نزولهم من البحرين في أوائل الثلاثينات الميلادية، وآل سعران القروف بني هاجر وآل عريف من الغررة إحدى فخوذ الدواسر واستقرارهم بالثقبة بعد مجيئهم من بادية الصمان وبعد ذلك أتى من فخوذ بني هاجر وبعض الدواسر والنعيم، وبعض من قبيلة عتيبة وشمر وهم من اوائل من سكنوا بها واقاموا بعض المشاريع والتي دامت حتى هذا اليوم. هُم الآن مدعوون الى أحياء حيهم وعودته الى سابق عهده وتصديق المثل القائل «من سكن الثقبة قل عناه».