الفنانة وداد المنيع لـ : 'اليوم ': المواهب مدفونة تحت أنقاض كراسات الرسم
قالت الفنانة وداد المنيع في حديث خاص لليوم إنها قبل أن تكون فنانة بدأت عاشقة للقلم وكتبت الكثير من المقالات والكتابات النقدية في العديد من المجلات والتي نشرت في بعض الصحف المحلية، بعدها واجهتـــني ظر وف قاسية أنكسر بها قلمي فاتجهت إلى الريشة لأجعلها متنفسا عما يدور في داخلي لأرسم اللوحات الفنية وتشكيل الألوان ، وذلك بحكم هوايتي ودراستي في مجال الفن التشكيلي .مضيفة إن الموهبة والملكة الفنية تأتي في الدرجة الأولى بعدها تأتي مدى احتواء الأسرة بالوعي والإدراك بالموهبة الفنية لدى الأبناء كي تستطيع أن تصقل وتنمي تلك المهارة ، أما بالنسبة لي فقد كانت دراستي هي الرائدة في صقل ريشتي الفنية، حيث التحقت بكلية الفنون الجملية بقسم الرسوم المتحركة وبترشيح من الملحق الثقافي السعودي لندرة الطلبة الوافدين لدخول هذا القسم ،فكنت منذ طفولتي أرسم بعض الرسومات المصاحبة للكلمة والتي أستطيع أن أسميها ( الموهبة المدفونة ) ، ومن خلال دراستي تفجرت هذه الموهبة لتصل إلى مستوى طيب بعمل العديد من المعارض والمشاركة في الكثير من المهرجانات . وتضيف المنيع كانت بدايتي الفنية في مهرجان الجنادرية لأواصل المشوار معه لخمس سنوات متتالية ، وقد تخللتها الكثير من المشاركات منها في المناسبات الوطنية مثل المشاركة لأكثر من مرة في معرض مكافحة المخدرات، والمشاركة في المعرض الذي أقيم بمناسبة ذكرى حادثة القديح بالقطيف.وأشارت المنيع إلى أن ا المعرض الشخصي الذي أقامته مؤخراً في مجمع الحمراء التجاري والذي أسمته ( وداد ) ضمن صيف هذا العام " غير جو " هو الترجمة الحقيقية لما كتبته مضيفة إنها حولت تلك الحروف إلى لوحات ناطقة ، وأستطيع أن أسميه بـ (الصندوق الأسود) لوداد المنيع، وبالفعل كان حلمي الأول والأخير إقامة هذا المعرض. وفيما إذا كانت المرأة قد أخذت دورها الحقيقي في الفن التشكيلي قالت إن عدم وجود نقاد يحملون شهادات أكاديمية في هذا المجال اضعف كثيرا بمستوى ودور المرأة فهم الذين يدفعون بالفن التشكيلي إلى الأمام، ولو وجد مثل هؤلاء النقاد لأصبح فن المرأة السعودية يزاحم الفنون العالمية بجميع ألوانها. مشيرة إلى أن عدم وجود كليات متخصصة ومؤهلة للفن التشكيلي بالنسبة للمرأة أصبح سبباً رئيساً في تقهقر الكثير من مخزون المواهب المدفونة تحت أنقاض كراسات الرسم لدى بناتنا في المدارس .وأكدت المنيع أن هناك الكثير ممن يتهم المرأة بالتخوف في خوض المنافسات ، وهذا بالطبع راجع للعادات والتقاليد ، ولكن مع اتساع ثقافة المرأة الوظيفية أرى أنها ستزاحم الرجال في مواكبة العديد من المجالات العصرية بشرط الحفاظ على التقاليد الإسلامية وبعيدا عن الانفتاح الفكري ، وأنا أجزم تماما أن هناك كوادر سعودية معطاءة وذات كفاءة ، ولكن غطى عليها الغبار وتبحث عمن يزيله، وسيجد العالم أن المرأة السعودية ذات جرأة وكفاءة بأن توظف نفسها بالإبداع والتطور بشرط عدم الخروج عن إطار تعاليم ديننا الحنيف وتقاليد مجتمعنا.واستنكرت المنيع عدم وجود متخصصات في الفنون التشكيلية أو التربية الفنية يخرج تلك المواهب ويصقلها، فالكثير من المعلمات يتخصصن في فن العمارة والتخطيط ( هندسة ديكور ) لتأتي إلى إدارة تعليم البنات وتأخذ دورة تربية فنية وبالتالي تصبح مدرسة للفنية بالمرحلة الابتدائية بهذه الطريقة المبسطة .. فهل يكون هناك صقل للمواهب الفنية الصغيرة وهم ليسوا أهلاً لذلك .وتعتقد الفنانة وداد المنيع أن الكولاج يعتبر فناً راقياً على مستوى عالمي يتذوقه الجميع وهو أفضل في التعبير الفني عما يدور في خلجات الفنان، مشيرة إلى أنها تميل دائماً لاستخدام الخامات الطبيعية مثل الحناء والكركم والكركديه وغيرها من المواد معتبرة أن ذلك يحمل نسبة كبيرة من فن الكولاج.
الأمير عبدالعزيز بن فهد أمام احدى لوحاتها
الأمير عبدالعزيز بن فهد أمام احدى لوحاتها