سجدي الروقي

رسالة لكل شيعي أبي

لا يمكن أن تستقيم الامور وتصلح الأمة وتستمر الحياة وتدار الشعوب بعدم تطبيق أنظمة وقوانين يحفظ فيها الإنسان نفسه وعرضه وماله ويعرف حقوقه ويلتزم بواجباته، فما بالك إذا كان هذا الشرع هو شرع الله فى كتابه الكريم وسُنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، والحكم بالقصاص من 47 إرهابياً اعتنقوا «المنهج التكفيري» ومتبنين عقائد الخوارج ومشككين فى إجماع سلف الأمة والتضليل والترويج لمعتقدات باطلة بهدف إثارة الفتنة وزعزعة الأمن إنما هو حياة للبقية والمتدبر لقوله تعالى (ولكم فى القصاص حياة يا أولي الالباب) يرى أنه موجه لذوي الألباب، أي ذوي العقول المتدبرة التى تبصر على مد الافق ولا تنظر فى مواطئ رجليها.تطبيق حكم الشرع فى هذه الفئة لم يأت فى يوم وليلة ولكن بعد فترة من المحاكمة العلانية واعطاء المتهم الفرصة لابداء دفاعه وتفنيد التهم الموجهة اليه ومواجهته بالقرائن والادلة وامام القضاء يتساوى الجميع فلا مناطقية او مذهبية او عرقية فلا جدال ولا نزاع فى نزاهة القضاء ولا يختلف عليه اثنان.. شرع حنيف وسُنة نبوية مطهرة، وهُنا أريد أن أهمس فى أذن كل أخ شيعي نقي أبي ووطني لا يهزه تأليب العدو ولا خطاباته الجهورية الرنانة وهُم السواد الأعظم والاكثرية وسط عشرات الغوغائيين.أقول له: إيران دولة عرقية خبيثة تدغدغ مشاعر العامة بالمذهب والطائفية، عدوة لكل عربي وليس سُنياً فقط، دولة خرافية تريد من التاريخ أن يعود الى الوراء لتبنى إمبراطورية بائدة تجرع فيها الشيعة العرب سطوة الفرس وجبروتهم، إمبراطورية من المستحيل عودتها فى زمن متحضر يحكمه القانون وتربطه المصالح المشتركة، دولة مليشيات وشعارات وكذب وتدليس، كذبوا على أنفسهم وصدقو أكاذيبهم، يدعمون القنوات لإعادة الاسطوانات المشروخة ويشترون الاقلام لاسكات شعوبهم البائسة، فقط قارن وضعك بيننا هُنا فى بلدك مسقط رأسك وآبائك وبين كل زيارة تقوم بها إليهم وكيف ينظرون اليك كعربي! إيران ليست قضيتها موت شخص او مجموعة، قضيتها تراكمات من خيبات الأمل تجرعوها فى السنوات الأخيرة، قضيتهم خسارة مليارات الدولارات صرفوها على أحلام سوداوية وشعبهم يتجرع مرارة الفقر والعوز، قضيتهم ليست موت رجل دين أو رجل شارع أو سقوط ضحايا فى منى أو نصرة لآل البيت «عليهم السلام» بقدر ما هي دغدغة مشاعر العامة للخروج على ولاة أمرهم وخلخلة أمنهم لايجاد مدخل الى تحقيق مصالح شخصية فارسية بحتة، إيران تجرعت كأس المرارة فى العراق وخذلت فى سوريا وانكسرت فى البحرين وآخرها الضربة التى قطعت رأس الافعى فى اليمن. فلا تكُن أداة لشفاء غليلهم من أهلك وناسك وزملائك فى بلدك، فكر فقط بما حل بسببهم بسبب سياساتهم الرعناء، فكر كيف كان أهل البحرين في تآلف ومودة حتى دقت مزاميرهم فى طرقات المنامة وخذلهم الله من حيث لا يشعرون، أتريد من بلدك أرض الحرمين الشريفين أن تؤول إلى ما آلت اليه دول كانت عامرة بحضارتها وعلمها وعلمائها وأمنها وأمانها، بالطبع لا تريد! فكر فقط واقرأ تسلسل الأحداث.