بقلم الاستاذ الدكتور علي عبدالله الدفاع

من روائع الحضارة العربية والاسلامية

حكيم بني أمية : خالد بن يزيد بن معاوية كان خالد بن يزيد بن معاوية فصيحا متوقد الذهن , عرف بدقة ملاحظاته العلمية والأدبية , ومن اقواله المأثورة التي نقلها, سعيد الديوه جي في كتابه آنف الذكر.(1) إذا كان الرجل محاربا لجوجا معجبا برأيه فقد تمت خسارته.(2) وقيل لخالد: ما اقرب شيء قال (الأجل)(3) قيل له : ما ابعد شيء ؟ قال (الأمل)(4) قيل له: ما اوحش شيء؟ قال(الموت)(5) قيل له: فما أنسب شيء؟ قال (الصاحب المؤاتي) (6) قيل له: فما الدنيا : قال (ميراث)(7) قيل له : فالأيام ؟ قال( دول)(8) قيل له: فالدهر ؟ قال: ( اطباق الموت يكمل سبيله , فليحذر العزيز الذليل والغني الفقير , فكم من عزيز ذل وكم من غني افتقر!)كان خالد بن يزيد بن معاوية , يصوم ثلاثة أيام من كل اسبوع في آخر ايام حياته , كما أنه بنى جامع حمص المشهور في بلاد الشام , وكان العمال الذين يعملون في تعمير المسجد , في ذلك الوقت عددهم اربعمائة عبد , فلما انهوا بناء المسجد , اعتق العبيد لوجه الله سبحانه وتعالى , في آخر الأمر انقطع خالد بن يزيد عن الجمهور , وانكب على القراءة والتصنيف.ويصف سعيد الديوه جي خالد بن يزيد بن معاوية في كتابه السابق فيقول ( كان خالد تقيا يصوم الجمعة والسبت والأحد من كل اسبوع... كان كثير الحديث عن صفوة الخلق الرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقد اجمع المؤرخون على زهده ونقاوته , وورعه , وانه واخوة كانا من خيار القوم , ومن آثاره انه عمر جامع حمص وكان له (400) عبد يعملون فيه , فلما انتهى عمار الجامع اعتقهم في سبيل الله.يبدو ان خالد بن يزيد بن معاوية في آخر ايام حياته من خلال ترابط المعلومات التاريخية الدقيقة اعتزل السياسة تماما , وانصرف الى القراءة والعبادة ويؤكد ذلك سعيد الديوه جي في كتابه السابق حيث يقول (نجد خالد بن يزيد بن معاوية آخر حياته في بيته , منقطعا عن الناس , ولزم عباده ربه, والشبع والدراسة فخلد له ذكرا عظيما يفوق ذكر الكثير من ابناء الذين حرموه من الخلافة , واسندوها الى ما لا يمكن ان يقاس , بحكيم آل امية , الذي وضع اساس التدوين , والترجمة للعرب , واطلعهم على علوم ومعارف لا يعرفونها , وقد سئل (كيف تركت الناس ولزمت بيتك؟) قال:( هل بقي الا حاسد نعمة , او شامت بنكبة؟)