رماة بارعون يصطادون فرائسهم من المرضى
عزيزي رئيس التحريرفي العدد 11026 الصادر يوم السبت الماضي من جريدتنا (اليوم) قرأت على الصفحة الاخيرة خبرا بهذا العنوان (انقلاب في علاج السكري على يد اردني).. وقبله بيوم قرأت على احدى صفحات جريدتنا قصة رجل يشكو لاحد محرريكم من جهاز اشتراه بعد دعاية كبيرة روجت لها احدى الشركات وادعت فيها ان الجهاز يعالج بفاعلية مرض السكري.يقول الرجل وهو شيخ كبير السن كما ظهر في الصورة انه لم يجد اي تحسن بأي درجة بعد استعمال الجهاز وانه عندما شعر بعدم فاعليته اتصل بالشركة التي مقرها جدة واشتكى لهم من هذا الاستغفال الذي مارسوه ضد الناس حيث الجهاز بلا فاعلية فأرسلوا له تعليمات وشروحات لتطبيقها وقد فعل كما اشاروا عليه ولم يتغير شيء بل زاد المرض حدة.يعني ان هذه التعليمات الاضافية التي ارسلوها للرجل كانت لمجرد كسب الوقت ودفع الرجل للملل والسكوت عندما يجد ان لا فائدة من ملاحقة الشركة ومطالبتها باعادة ثمن الجهاز الذي وعدوا المشتري به عندما لايجد فاعلية. انا لا اريد ان ادفع المرضى الى التشاؤم وهم يقرأون خبر الدواء الاردني الجديد بل اتمنى ان يكون الامر صحيحا ويستفيد الملايين من البشر ولو ظهر ان الامر صحيح فهذه اهم بشرى للناس في منطقتنا والعالم حيث فشل الاف الباحثين في تركيب دواء ناجح للسكري على مستوى العالم.نعم نتمنى هذا ولكن ما نقوله هنا هو وصف للواقع العام.. اذ حصل استغلال الالاف المرضى طيلة السنوات الماضية.. فكم نشرت الصحف عن دواء استطاع تركيبه طبيب شعبي او اكاديمي في مصر والامارات والمملكة وفي بلدان اسيوية اخرى ثم تبين ان ماقيل غير صحيح وساد السكوت بعد ان خسر الناس لشراء هذا الدواء الكثير من الاموال. يبدو ان هناك حالة نصب اصبحت مضمونة النتائج على مستوى العالم وتتعلق بالدواء في الحالات المستعصية تحديدا.. ففي كل يوم يظهر شخص يدعي انه استطاع تركيب دواء ناجح للسرطان ثم يظهر شخص يدعي تركيب دواء اخر للايدز.. وثالث لالتهاب الكبد الوبائي وهكذا..اما عن مركبات البشرة.. التجميل او اعادة الشباب او علاج عيوب الجلد فحدث ولا حرك.. هنا يكون الاستغلال والاستغفال بلا حدود.. هنا اصبح الامر فضيحة تشمل معظم النساء المتلهفات الى بشرة نضرة وشباب دائم.الدعايات هنا بلا حساب.. برامج تلفزيونية خاصة.. وتسويق على مستوى العالم.. وحرفنة في استعمال اللغة التي توهم المتلقي بانه امام فتح علمي لايرقى اليه الشك ثم تظهر النتائج كلها ضحك على الذقون مساكين الناس.. لايستطعيون الا يتفاعلوا مع هذه الاخبار لانهم محتاجون اما للعلاج او لادامة الصحة والشباب ولانهم محتاجون ومتلهفون اصبح هذا هو المقتل الذي يصيبهم فيه الرماة بكل براعة.حسن عبدالله الرشيد