محمد الشريف ـ القاهرة

د. عشقي لـ اليوم: أمريكا وراء غياب خطة موحدة لمكافحة التطرف وانتشار «داعش»

وصف الدكتور أنور ماجد عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستيراتيجية والقانونية، العلاقات التي بين المملكة ومصر بأنها علاقات راسخة واستراتيجية تمثل ركيزة هامة للأمن القومي العربي. وقال الدكتور عشقي في تصريحات خاصة لـ «اليوم» على هامش مشاركته في المؤتمر الذي نظمته مكتبة الإسكندرية مؤخرا بعنوان «صناعة التطرف.. قراءة في تدابير المواجهة الفكرية»: إن المملكة ومصر يمثلان جناحي الأمة العربية، وإن لم تكن مصر والسعودية معا فإن الطائر العربي لن يحلق في الفضاء. وأضاف أنه بدون مصر والسعودية لن تقوم للأمة العربية قائمة ولا يمكن أن تنهض للمستقبل، إلا بتعاون وتضامن البلدين الشقيقين. وأكد أن التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب بقيادة المملكة ليس بديلا عن القوة العربية المشتركة لافتا الى أن تنظيم داعش الارهابي أصبح يمثل خطرا ليس فقط فيما يقوم به من أعمال اجرامية، وإنما ضرب الاسلام وتشويه صورته أمام العالم. وفي الحديث التالي نتعرف على المزيد من آرائه فإلى التفاصيل:قطبان كبيرانبداية كيف ترى أهمية التعاون بين المملكة ومصر للمنطقة العربية؟ـ السعودية ومصر قطبان عربيان كبيران تربط بينهما علاقات استراتيجية تمثل ركيزة هامة ودعامة قوية للأمن القومي العربي وصمام الأمان للمنطقة كلها، وبدون مصر والسعودية لن تقوم للأمة العربية قائمة، ولا يمكن أن تنهض الأمة للمستقبل، إلا بتعاون وتضامن البلدين الشقيقين، وإن لم تكن مصر والسعودية معا فإن الطائر العربي لن يحلق في الفضاء.ضرب الإسلامقررت الدول العربية تشكيل تحالف عربي اسلامي بقيادة المملكة وبمشاركة مصر لمواجهة الارهاب، كيف ترى أهمية هذا التحالف؟ـ بعد ما تبين للمملكة والدول الاسلامية الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي أن تنظيم داعش الارهابي يمثل خطرا ليس فقط فيما يقوم به من أعمال اجرامية، وإنما ضرب الاسلام وتشويه صورته أمام العالم، فهذا التنظيم الارهابي أول ما بدأوا في ممارسة أعمالهم الارهابية تسلطوا على الدول العربية والاسلامية، ومن هنا كان لابد من وقفة للدول الاسلامية بقيادة المملكة للاعلان عن هذا التحالف لمواجهة الارهاب.ضد الإرهاببرأيك هل هذا التحالف موجها ضد تنظيم داعش فقط أم أي تنظيمات أو جماعات ارهابية أخرى؟ـ هدف هذا التحالف هو استهداف أي جماعة أو تنظيم يمارس الارهاب في أي بلد اسلامي، فهذا التحالف الهدف الاساسي منه محاربة الارهاب أيا كان مرتكبوه.ليس بديلاًهل سيكون التحالف الاسلامي بديلا عن القوة العربية المشتركة التي تتكون تحت مظلة الجامعة العربية؟ـ هذا ليس بديلا، فالاثنان يفترقان في عملية الاهداف، فالتحالف الاسلامي موجه ضد الارهاب، أما القوى العربية المشتركة فهي ضد كل التحديات التي تواجه الامة العربية وليس ضد الارهاب فقط، ولا يمنع أن تكون دولة ما مثل المملكة العربية السعودية منضمة الى القوة العربية المشتركة ومنضمة في الوقت نفسه الى التحالف الاسلامي لمواجهة الارهاب.عدة حقائقتنامى الارهاب بكل صوره وأشكاله وتطوره من أعمال فردية الى تنظيمات متعددة ثم الى دولة (تنظيم داعش) تجتذب كثيرا من الاتباع والمؤيدين والمتعاطفين، ماذا يعني لك؟ـ يعني عدة حقائق، الاولى: أنه لا توجد خطة استراتيجية لمكافحة الارهاب، فلو أن هناك خطة، لما تنامى التنظيم بل تضاءل حتى انتهى، وهو ما اعترف به الرئيس الامريكي باراك اوباما، عندما قال لا توجد لدينا خطة استراتيجية لمكافحة الارهاب، وقد أكد ذلك وأيده أنتوني كوردسمان أثناء مناقشاتي المستفيضة معه في اليونان في ربيع 2010م والذي أقر فيه بانعدام أي استراتيجية امريكية لمكافحة الارهاب، والحقيقة الثانية: اننا نحارب النتائج ونتجاهل الأسباب التي أوجدت هذا النوع من الجرائم أي أننا نعالج اعراض المرض ولا نبحث عن اسبابه لاستئصال شأفته، والحقيقة الثالثة: عدم وجود تعريف سياسي للارهاب متفق عليه بل ان الدول التي تحارب تنظيم داعش الارهابي أو تعلن ذلك، لا توجد لديها معايير موحدة لتصنيف الجماعات المقاتلة في سوريا سواء مع النظام أو ضده، فمن يعتبره البعض جماعة ارهابية يتعامل معه البعض الآخر على أنه جماعة معارضة مسلحة تتمتع بالشرعية، كل هذه الحقائق تمثل الاساس في المعوقات التي تقف أمام مكافحة الارهاب، إذ تنطبق على كل أشكاله ومواطنه وأعماله.تعريف غائبكيف يكون عدم وجود تعريف سياسي للارهاب عائقا في مكافحة الارهاب؟ـ الارهاب في التعريف العلمي هو إزهاق الأرواح واتلاف الممتلكات لتحقيق غرض سياسى، أما التعريف السياسي فهو غير معروف وهو الذي يتم التلاعب به ولم يتفق المجتمع الدولي حتى الآن على تعريف سياسي للارهاب يتم الاخذ به، فهناك فرق بين العمل الارهابي والاغتيال السياسي، فالضحية في الارهاب عادة ما يكون بريئا، لأن الهدف هو الغرض السياسي، أما الاغتيال السياسي فالضحية فيه هو ما حدث من جراء اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات والرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريرى، ولو نظرنا الى المقاومة الفلسطينينة لوجدنا أن قتل المدنيين فيها يعتبر عملا ارهابيا، أما اغتيال العسكريين واعضاء الحكومة المحتلة فيعتبر من قبيل المقاومة، لهذا نجد انه لم يتم الاتفاق على تعريف الارهاب بالمصطلح السياسي، لمنع مقاومة الاستعمار ووصفها بالعمل الارهابي.لصالح إسرائيلوهذا التلاعب في تعريف الارهاب لمصلحة من؟- طبعا لصالح اسرائيل لأن أي عمل إرهابي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني سيكون لصالح الدولة العبرية.