كلمة اليوم

المملكة.. الموقف والوفاء بالعهد...

في كلمته السديدة التي وجهها لضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة، يوم أمس، جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز موقف المملكة من الأوضاع والتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، مبيناً أن المملكة ستدعم وتساند الشعوب العربية؛ لضمان استقرارها وأمنها، ومكافحة العبث في شؤونها.ولم تكن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حالياً، وبقيادة إخوانه الملوك السابقين، تطلق الكلام، لمجرد الكلام والاستهلاك والإعلام، وإنما تطبق ذلك عملياً، فوقفة المملكة مع الأشقاء في اليمن، وبدء عمليات «عاصفة الحزم»، ثم عمليات «إعادة الأمل»، ودعم المملكة القوي للشعب السوري ضد الميلشيات والعبث في شؤون سوريا، ومناهضة التوغل الإيراني في الدول العربية؛ كل ذلك يؤكد أن المملكة تبذل الغالي والنفيس في سبيل استقرار الأمة العربية وعودة الوئام والسلام إلى شعوبها، ومكافحة خلايا الفتن والميلشيات التي زرعتها إيران في ربوع العالم العربي لتفتيت القوة العربية والوحدة العربية.والمملكة سباقة لمساندة قضايا الشعوب العربية، ومكافحة البلطجة الإيرانية ومتاجراتها بالشعارات المضللة، فمنذ سنوات تلاحق المملكة الحكومة العراقية تطلب منها إجراء مصالحة وطنية شاملة، والامتناع عن سياسات الاجتثاث والطائفية التي تمليها إيران على الحكومات العراقية التي تخضع للتبيعة الإيرانية، وحذرت مراراً رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي من نتائج سياساته الطائفية التدميرية التي أودت بالعراق إلى أن يكون بلداً فاشلاً تتحكم فيه المليشيات الإيرانية وتصادر القوة والقرار من الحكومة العراقية، التي بدت لا تمثل أكبر من تابع لقادة الميلشيات، الذين لا يتورعون عن ارتكاب المجازر الطائفية والتطهير العرقي وإدخال العراق في دوامة حرب طائفية أهلية مستمرة.وتساند المملكة الشعب السوري الحر الذي انتفض على نظام بشار الأسد، بعد أن وجد أن الأسد لا يتصرف كرئيس لسوريا، وإنما أصبح وكيلاً للهيمنة الإيرانية وخاضعاً لأوامر إيران ويرهن سوريا وشعبها لمصالح ومزاجيات مؤامرات الملالي في طهران. وبعد أن أدرك شعب سوريا أن نظام الأسد يغطي وينفذ الخطط الإيرانية لمصادرة سوريا كلها وإخضاعها للإدارة الإيرانية وجعلها مركزاً لحبك الدسائس والفتن والمؤامرات ضد جميع الدول العربية من الخليج حتى المغرب.وأوضح خادم الحرمين الشريفين مسألة مهمة، هي أن المملكة وشعبها مؤتمنان على الحرمين الشريفين وأمن الحجاج والمعتمرين، وهذه خدمة تهم كل مسلم في بقاع الأرض، ويتعين على كل مسلم أن يساند أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، وأن يقف ضد كل من يريد بهما سوءا وفتنة ومساساً، مثل نظام طهران الذي لم يتورع بعض مسئوليه عن التهديد بالإساءة إلى الحرمين الشريفين والنيل من المملكة التي تحرس الحرمين الشريفين وتؤدي الأمانة بأن يكون البيت مثابة للناس وأمناً.والمملكة عزيزة بشعبها وعزيزة بمهمتها وإسلامها ومساندة شرفاء الأمة العربية والإسلامية والعالم الذين يسعون للسلام والمحبة والوئام، ويقفون ضد الأشرار والفتن وتجار الحروب وصناع الميلشيات والفوضى والجريمة.