عبدالعزيز بن عيسى

أيام المهنة

فرضت التحديات والتغيرات التي تزداد يوما بعد يوم على جميع الدول ضرورة إعادة التفكير في السياقات الاقتصادية وما يرتبط بها من احتياجات سوق العمل من كوادر شبابية انتاجية ذات كفاءات متميزة؛ لكي تسهم بصورة فاعلة في العملية الانتاجية، واتساقا مع ذات الامر نجد اننا امام قضية هامة ما زالت محل النقاش والطرح والجدل بين العديد من المختصين في كافة المجالات، وهذه القضية هي مدى تناسب مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، هذا ويتواكب الحديث عن تلك القضية مع فعاليات «أيام المهنة» بمملكتنا الحبيبة، حيث تعد أيام المهنة أو الخريج والوظيفة إحدى المناسبات السنوية التي تنظمها الجامعات والمؤسسات التعليمية والتدريب لجميع خريجيها؛ ليلتقون بمسؤولي التوظيف والموارد البشرية في القطاعين العام والخاص؛ لإحداث التوافق بين الخريجين وهؤلاء المسؤولين؛ بحثا عن (إيجاد فرص وظيفية للخرجين والخريجات)، وهنا يجب أن نشير إلى أهمية إعداد الشباب في مؤسسات التعليم بما يتوائم مع متطلبات العصر، حيث تتطلب هذه العملية تتضافر جميع الجهود لتحقيقها، مع إدراك واضح لاحتياجات سوق العمل الفعلية، فسوق العمل بمفهومه الحديث لا يحتاج إلى كوادر مؤهلة علميا فحسب، بل يجب أن تتسلح هذه الكوادر الشبابية بمجموعة من القدرات والمهارات والمعارف التي تمكنهم من مواكبة التطورات الحديثة في آليات ومنظومة العمل بالسوق، وهنا نؤكد على أهمية إدراج عمليات التدريب الفني والمهني في برامج مؤسسات التعليم العالي، ليس ذلك فحسب بل أهمية تنشيط المنظومة التدريبية وإثراء الجانب المعرفي والمهاري لأبنائنا بالتعليم من خلال إلحاقهم بالدروات التدريبية المتخصصة لإكسابهم المهارات والمعارف التي تتطلبها وظائف سوق العمل الحالية، ولتحقيق التأهيل المتكامل والشامل للخريجين حتى يتمكنوا من مواكبة متطلبات الحياة والعمل معا، خاصة أن العديد من التقارير والإحصائيات تشير إلى وجود فجوة.