تحسن أسعار النفط عالميا رهن باتفاق المنتجين
أكد تقرير مركز أبحاث كامكو، الصادر أمس، أن نتائج الاجتماع بين فنزويلا، التي تدعو إلى بذل جهود للحد من انخفاض أسعار النفط، والسعودية، كانت إيجابية رغم أنه لم يتم الإعلان عن أي خطط فعلية لخفض الإنتاج النفطي. وبحسب التقرير لم تظهر بين الدول الكبرى المنتجة للنفط سوى بوادر ضئيلة لتنسيق أي تعاون من أجل خفض الإنتاج النفطي. وبحسب تلك البيانات تلقت أسعار النفط المزيد من الدعم عندما ذكرت شركة شلمبرجير في تقرير أرباحها السنوي أنها تتوقع تقلص ميزان العرض والطلب في المدى المتوسط. وواصلت أسعار النفط انخفاضها، خلال شهر يناير، بسبب استمرار المخاوف من زيادة المعروض من الإمدادات النفطية، إضافة إلى ذلك، أثرت توقعات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي على أسعار النفط لينخفض المعدل الشهري لسعر خام أوبك إلى ما دون 30 دولارا أمريكيا للبرميل للمرة الأولى منذ مارس 2004. ومن جهة الطلب، أدت البداية المعتدلة للغاية لفصل الشتاء في أمريكا الشمالية إلى انخفاض الطلب الموسمي على زيت التدفئة، بينما ساعد سوء الأحوال الجوية المؤقت في الساحل الشرقي للولايات المتحدة وقارة أوروبا على الحد من تراجع الأسعار قليلا. وكانت أسعار النفط قد انخفضت أكثر من نسبة 13 في المائة حتى 11 فبراير الجاري، بعد أن أشارت التقارير إلى وجود فائض كبير في عام 2016. في حين ارتفعت الأسعار بنسبة أكثر من 12 في المائة في اليوم التالي بعد أن نقلت وول ستريت جورنال عن وزير الطاقة الإمارات العربية المتحدة، قوله: إن أعضاء أوبك على استعداد للتعاون بشأن خفض الإنتاج شريطة وجود تعاون تام حتى من المنتجين خارج أوبك. ومع ذلك، وصف المحللون ارتفاع الأسعار على أنها مجرد ردة فعل كما رأينا في الفترة السابقة.وأفادت وكالة الطاقة الدولية بأن الدول المنتجة للنفط وعلى رأسها العراق والسعودية وإيران قد استمرت في ضخ النفط بوتيرة قياسية خلال شهر يناير. من ناحية أخرى، انخفضت الإمدادات النفطية من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك بوتيرة أسرع مما أدى إلى موازنة الارتفاع في إنتاج دول الأوبك. ونتوقع أن تشهد أسعار النفط المزيد من الضغط على المدى القريب إذ أفادت التقارير بأن العراق تقوم بضخ النفط بمستويات قياسية وأن إيران تخطط لزيادة إنتاجها في حين تعمل السعودية على زيادة عمليات شحن صادرات النفط. إضافة إلى ذلك، فإن لجوء المستثمرين إلى مضاربات أكثر أماناً، وسط مخاوف بشأن النمو الاقتصادي من شأنه أن يدفع سعر الدولار الأمريكي إلى المزيد من الارتفاع مما سيجعل المدفوعات النفطية أكثر كلفة في نهاية المطاف. وتشير بيانات وكالة بلومبرغ إلى أن الإنتاج النفطي للدول الأعضاء في منظمة الأوبك قد ارتفع بمعدل هامشي بلغ 48 ألف برميل يوميا خلال يناير 2016 ليصل إلى 33.1 مليون برميل يوميا. وتعكس هذه الزيادة بصفة أساسية نمو الإنتاج بمعدل 109 آلاف برميل يوميا في نيجيريا، و100 ألف برميل يوميا في الكويت، و60 ألف برميل يوميا في إيران، والتي قابلها جزئيا تراجع الإنتاج بمعدل 108 آلاف برميل يوميا في أنجولا، و70 ألف برميل يوميا في العراق، وانخفاضه بمعدلات هامشية في السعودية وقطر. أما على الجانب الإيجابي فذكرت وكالة الطاقة الدولية أن المعروض العالمي من النفط قد انخفض بمعدل 0.2 مليون برميل يوميا وبلغ 96.5 مليون برميل يوميا خلال يناير 2016، حيث إن ارتفاع المعروض من دول الأوبك لا يمكنه أن يوازن انخفاض الإنتاج النفطي للدول المنتجة غير الأعضاء في الأوبك إلا على نحو جزئي.