عيسى الجوكم

مساء ليس ككل المساءات..!

الأمسيات التاريخية، تبقى في ذاكرة الزمن، والأولويات ترسخ في الأذهان، وتعتلي القمم، ولا تهرم مع تقادم السنين.وأمسية الذهب بين الهلال والأهلي، ينطبق عليها هذا الوصف، كونها تحمل أول لقب باسم ولي العهد الأمير محمد بن نايف، فهي من الأولويات المهمة لأي ناد سيفاخر بها لو حقق كأسها. مساء الذهب، ليس ككل الأمسيات، والفرح فيها يطل من نافذة واسعة، بالتشرف لمصافحة سمو ولي العهد أولا، وهو تتويج للفريقين بغض النظر عن حسابات الفوز والخسارة، ونيل لقب فريد ثانيا كونها أولوية سيكتبها التاريخ بمداد الذهب والفخر. الهلال والأهلي أو القلعة والزعيم، متصدر الدوري والوصيف، يملكان مقومات الإمتاع الكروي بكل ما تحمله الكلمة من معنى من خلال عناصرهما ومدربيهما وجماهيريتهما، ومن خلال طموحهما، ولغة التأكيد للأهلي والتعويض للهلال بعد أن خسر الأخير اللقب أمام الأول في آخر نهائي للمسابقة. توقفت كثيرا عند مقولة السيد جروس في مؤتمره الصحفي يوم أمس، عندما قال (القوة الذهنية) هي من ستحسم اللقاء، وهي مقولة تحتاج لكلام كثير لشرحها، لكن مفادها ما يعانيه اللاعب السعودي تحديدا في مثل هذه اللقاءات بقلة التركيز سواء في بداية المباراة أو نهايتها، لذلك نرى الأخطاء الفردية البدائية في النهائيات كنتاج لغياب الذهنية في هذه المناسبات.مقولة جروس تفسر لنا العديد من حالات الإرباك لحصول بعض اللاعبين على البطاقات الحمراء، وإهدار الفرص السهلة أمام المرمى، مرورا بالأخطاء القاتلة مثل ارتكاب كوارث من كرات ميتة داخل الصندوق مما يسبب ركلات الجزاء، أو توهان الحراس في حماية مرماهم من كرات سهلة نتيجتها أهداف سهلة. نعم القوة الذهنية التي تحدث عنها جروس هي مربط الفرس في النهائيات، فكم من لاعب حرم فريقه من فوز مستحق بأخطاء بدائية، أو تهور غبي أضاع فيه مجهودات زملائه.وبعيدا عن القوة الذهنية للاعبي الفريقين، فإن هذه الذهنية المتوقدة بالثقة والتركيز يحتاجها الحكم السعودي في إدارته لمثل هذه النزالات، فمعظم كوارث الحكام تأتي لغياب وصفة جروس، خصوصا عندما يأتي الحكم بقانون التعويض، فتصبح الصافرة سلق بيض، وتفسد الأجواء وتساهم في فشل النهائيات، لذلك فالمطلوب من قضاة النهائي وضع مقولة جروس روشته لنجاحهم في اللقاء.جماهيريا.. المطلوب تحويل المدرج من الطرفين للحمة وطنية، ورسالة هادفة للداخل والخارج، لاسيما أن راعي المباراة هو عراب مكافحة الإرهاب، وجنرال الأمن، في وقت ينشط الأعداء من كل حدب وصوب للنيل من مملكة العطاء، واللقاء بهذه الشخصية الفذة فرصة لشباب الوطن بالهتاف لأبطال الحد الجنوبي، ولكل الشهداء، بأن التضحيات التي يقدمونها هي حاضرة في وجدان الشباب الرياضي.بالتوفيق للفريقين في تقديم أمسية وطنية فاخرة بشعار الرياضة.