كلمة اليوم

الخروج من عنق الزجاجة

يبدو واضحا للعيان من خلال الخطاب الرئاسي الذي أعقب الاجتماع الاستثنائي للحكومة اللبنانية في أعقاب القرار السعودي الحكيم الذي اتخذ بشأن المساعدات أن لبنان مختطف من قبل حزب الله، وهو اختطاف سوف يجر هذا البلد الشقيق الى أزمات لا تحمد عقباها، فهذا الحزب الدموي يريد تحويل لبنان الى دولة فارسية ينطلق من خلالها الى نشر الهيمنة الايرانية على دول المنطقة.وقد تبين بوضوح من خلال الوفود اللبنانية التي ضجت بها سفارة خادم الحرمين الشريفين في بيروت يوم أمس الأول للتعبير عن مشاعر الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين الشقيقين أن الحكومة اللبنانية مختطفة بالفعل من قبل حزب الله، فالمملكة التي يهمها مصالح الشعب اللبناني وسيادته على أرضه يهمها الوقوف الى جانب هذا البلد الذي نكب بحزب يكاد يخدش وحدة لبنان الوطنية والعبث بها.ان لبنان أكبر بكثير من كل المحاولات المكشوفة من قبل حزب الله للاخلال بقوته واستقراره وأمنه، ويدرك اللبنانيون أن علاقاتهم مع المملكة مصيرية، فالمواقف السعودية دائما كانت مع لبنان في سلمه وحربه، ويتذكرون تماما تلك المواقف التي أدت الى وقف الحرب الأهلية الضروس التي استمرت زهاء خمسة عشر عاما والتي كادت تأتي على الأخضر واليابس في لبنان الشقيق.لقد استطاعت المملكة أن توقف نزيف الدماء في تلك الحرب وأن تعيد ما دمر في أعقابها، وكل الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة التي أدت الى تحطيم البنية التحتية اللبنانية قامت المملكة باعادة بنائها، فما أعرب عنه اللبنانيون من تعاضد وتكاتف مع موقف المملكة يؤكد من جديد عمق العلاقات المتأصلة بين الشعبين الشقيقين، وتلك علاقات لن يتمكن حزب الله بمناوراته وألاعيبه المكشوفة من التأثير عليها.حزب الله الدموي بكل تصرفاته الهوجاء يريد الزج باللبنانيين الى مصير مرفوض، ويريد بكل خططه الشيطانية أن يعبث باستقرار لبنان وأمنه وأن يؤثر على حكومته، وقد أكد مجلس الوزراء السعودي في جلسته يوم أمس الأول أن المملكة تقف الى جانب لبنان لتحقيق أمنه وأمانه واستقراره، وقد أكد أبناء الشعب اللبناني عن امتنانهم لكل المواقف السعودية النبيلة في سبيل دعم وحدة لبنان الوطنية واستقراره وأمنه.لبنان سيظل عربيا رغم أنف حزب الله وزبانيته، أولئك الذين انغمسوا الى ذقونهم في سياسة موغلة في الخطأ لتحقيق المشروع الفارسي المرفوض في المنطقة، وتحويل لبنان الى ولاية ملحقة بايران، وهو مشروع رفضه اللبنانيون بكل تفاصيله وجزئياته، فهذا البلد الشقيق بانتمائه العربي يرفض رفضا قاطعا هذا المشروع العدواني على أرضه وعلى حرية أبنائه وكرامتهم.سيبقى لبنان عربي الهوية والانتماء، وستبقى المملكة معاضدة ومساندة له في كل محنه، وقطع كل المحاولات اليائسة للنيل من العلاقة التي تربط الشعبين الشقيقين أو الاساءة لها بأي شكل من الأشكال، وتقع على كل اللبنانيين مسؤولية التنصل من أفكار ومشروعات حزب الله والبراءة منها ليبقى لبنان حرا وآمنا ومستقرا كما كان دائما.