عبدالله شبنان

انقرضت المجلات وبقي المستشعرون

بعض مجلات الشعر الشعبي التي انقرضت كانت لا تمانع في عمل لقاء صحفي بالواسطة او لمصلحة معينة وهذه حقيقة، كانوا يبحثون عن ملء فراغ صفحاتهم، الأمر الذي ساهم في ظهور عدد كبير من الاسماء التي اعتقد اصحابها فيما بعد أنهم بالفعل شعراء يستحقون ما حصلوا عليه من ضوء إعلامي! ما جعلهم يعتقدون أن مجرد ظهورهم على أغلفة تلك المجلات يعطيهم الضوء الأخضر للظهور عبر أي منبر إعلامي وهذا خطأ بالطبع فليس من المنطق أن تقوم الحوارات الصحفية للشعراء أو الشاعرات على مبدأ الواسطة واختيار الأصدقاء المقربين خصوصاً إذا كانوا مبتدئين في كتابة الشعر وليسوا بشعراء حقيقيين، واستضافتهم وطرح أسئلة عليهم توهم القارئ بأنه أمام اسم شعري كبير قدم الكثير من القصائد التي نالت الإعجاب، بينما الحقيقة عكس ذلك.من الممكن أن يكون هناك حوار مع شاعر أو شاعرة استطاعا إثبات شاعريتهما وحضورهما حتى وإن كانا حديثي التجربة في الساحة فتقديم المواهب الشابة واجب بكل تأكيد، و«في وهجير» تعوّدت على ذلك منذ زمن بعيد، ولكن من المستحيل تقديم من لا يملك الموهبة أصلا حتى وإن وجدنا غيرنا قد وافق على نشر حوارٍ له وتقديمه بشكل يوحي للجميع بأنه شاعر جيد!!.إن مسألة «الواسطة» لنشر حوارات مع من هم أقل من أن يطلق عليهم اسم شعراء والتي يقوم بها من لا يستطيعون التمييز بين القصيد الجيد وغير الجيد، بل حتى لا يستطيعون معرفة إن كان بما يقرؤونه أو يسمعونه كسور يتسبب في اختلال واضح في القصيدة أم لا، لهو خطأ كبير يجب أن يتوقفوا عن القيام به، لأنهم وللأسف سيجدون من سيوافق لهم ويساعدهم في ما يريدونه بما أن الحوار يصل إليه وهو جاهز للنشر ودون عناء يستطيع به ملء فراغ صفحاته، حتى وإن كان كل ذلك على حساب الشعر والأدب واحترام القارئ.