محمد بن علي - الدمام

«تعاوني الدمام»: نعمل على مدار الساعة في الدعوة إلى الله

ضمن جهود تعاوني الدمام دخول المئات في الدين الصحيح، من خلال المنشورات والمحاضرات الدائمة التي تقام في مقر المكتب بسوق وسط الدمام أو في الشركات التي يتواجد فيها عمال من غير المسلمين.ويقول مدير المكتب الشيخ الدكتور عبدالواحد المزروع : إن المكتب يقوم بجهود كبيرة في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وأكاد أجزم بأننا نعمل على مدار الساعة في الدعوة إلى الله، سواء عن طريق شبكة الانترنت، أو رسائل الجوال. ووصلت جهودنا في المكتب إلى حد أننا نطبع قرابة 600 ألف كتاب كل عام، ونوزعها على المستهدفين، والمكتب يعمل في الميدان منذ 24عاما، وحقق الكثير من الإنجازات، ونسعى حاليا للدخول في شراكة دعوية مع الكثير من شركات القطاع الخاص، والمكتب يعمل على استقطاب الدعاة من الدول المختلفة، سواء من الهند أو بنجلاديش وغيرهما، وبعض الشخصيات لدخولها الإسلام قصة، ومنها شخص نمساوي كان اسمه السابق: هيرمان أوستيريش لينز، والآن يحب ان يدعى: يوسف هيرمان، وقد دخل الإسلام عن قناعة تامة بأنه الدين السماوي الخالي من التحريفات.يقول المسلم الجديد (هيرمان) عن نفسه : أنا أعمل الآن في إدارة إحدى الشركات المتميزة منذ 34 سنة في المملكة العربية السعودية، وما كنت أعرف أي شيء عن الإسلام ولم أكن معروفا أني مسلم. بدأت أدرس القرآن الكريم من خلال الترجمة الألمانية، وفي البداية كنت مصمما على دراسة القرآن الكريم لتصحيح كل أخطائي، وبهذه الطريقة أصبح بإمكاني التحدث إلى المسلمين ودحض ما جاء ضد مبادئ الإسلام وكنت أقرأ وأدرس الكثير عن الإسلام، لكن لم أدرك شيئا ولم أجد ضالتي المنشودة، وحتى ما قرأته باللغة الالمانية لم يكن كافيا ووجدت أن كله أخطاء وعيوب حول مفاهيم الإسلام ومبادئه.ويكمل حديثه قائلا : بدأت أعرف وأتدبر الحقيقة في كلمات ومعاني القرآن الكريم حتى في النهاية اكتشفت الحقيقة ورأيتها أمام عيني. ولم أستطع أن أدحض الإسلام أو ما جاء به، وأردت قراءته باللغة العربية الفصحى لكي أعرف المزيد عن الدين الإسلامي. لقد كنت جاهزا للدخول في الإسلام دون معرفة ما السبب، وبدأت أصلي بوجهي وكأنه هداية من الله رب العالمين، وكنت أتوسل وأصلي بأنه لو كان هذا حقيقة، فسوف يهديني الله إليها، وتم ذلك بالفعل وفي مساء يوم ما، قابلت الأخ (عناية الله) مع زوجته عن طريق صديق لي في زيارة لمنزلي، وخلال المحادثة، كان سؤاله : "ماذا تعرف عن الإسلام؟". ويستطرد (هيرمان ) قائلاً : لقد أثّر السؤال فيَّ جدا وضرب على وتر حساس من مشاعري، وساعتها دخلت غرفتي وأحضرت بعض الكتب الإسلامية مع نسخة القرآن الكريم المترجمة باللغة الانجليزية التي كنت أدرسها كي أوضح له أنني أعرف عن الإسلام أكثر منه.واندهش الرجل مع زوجته بالمعلومات التي أعرفها عن الإسلام وسألوني : "منذ متى تعلمت هذه المعلومات عن الإسلام؟ ولماذا لا تكون مسلما؟"."قرأت الكثير عن الإسلام وعن المسلمين من خلال ما يكتب في النشرات الصحفية ووجدت معظمها غير صحيح، وأن هناك تضليلا في المعلومات ومفهومات خاطئة تُفترى على الإسلام في وسائل الإعلام، ولأن معظم تلك المعلومات الخاطئة والمشوهة كانت تصدر من بعض الفئات المنسوبة كذبا إلى الإسلام فكانوا سببا في صدى منه".أوضح لي الأخ "عناية الله " بصورة رائعة معنى كلمة الإسلام ومعنى أن تكون مسلما، كما شرح لي بصورة موسعة أن النموذج الوحيد في حياتنا والمثل الأعلى للإنسانية هو النبي محمد «صلوات الله وسلامه عليه» وأن آخر الكتب السماوية هو القرآن الكريم، ثم أداء الصلوات الخمس كل يوم ويكمل ( هيرمان) قصة إسلامه فيقول : كنت أستمع له وأنصت بقلب مفتوح، وأدركت إدراكا كاملا وتفهمت الحقيقة وأسلمت نفسي إلى رب واحد هو الله عز وجل. وقررت أن أطيع أحكام الله - تعالى - وأن أؤمن بالحياة، والحياة الآخرة، ومن خلال هذا الخضوع أحسست بالأمن والأمان وأحسست بالشجاعة حينما نطقت بالشهادتين وبقلب مخلص لله - تعالى - في مركز دعوة الجاليات بمدينة الدمام. وتشاور بعض الإخوة الموجودين مع إمام المسجد حول الاسم الذي أحب أن أدعى به، واخترت اسم يوسف لأني أعز وأقدر هذا الاسم، وسرعان ما اكتشفت أنه ليس الاسم وحده هو ما أحتاجه للتغيير، فأنا نباتي ويسهل علي الامتناع عن الخمر والخنزير، لكن دخول الإسلام يعني التغيير في السلوك أيضا، وهذا من أصعب الأشياء التي عملتها في حياتي.إنني أبذل ما في وسعي لأحاكي الرسول (صلى الله عليه وسلم) في صلاتي لله - عز وجل - وفي أعمالي، كي أتذكر الله في كل شيء، ولكي أصل إلى هذا المستوى من الإيمان مع الاحساس بأن الله - تعالى - حي قيوم وكيف يمكن الوصول والتقرب إليه عن طريق الأعمال الصالحة.أفصحت عن إسلامي بكل ثقة، وكان من بين الذين أفصحت لهم ابنتي الصغيرة، وكان رد فعلها هادئا، حيث تقبلت هذا الأمر مني، وهي تعتقد أن هناك الكثير من الأمور الصادقة في الإسلام، لكنها لم تدخل الإسلام بعد. وقد دعوت كل أفراد عائلتي، وكذلك أصدقائي السابقين والمقربين لي لدخول الإسلام ومعرفة الحقيقة الصادقة، ولا أستطيع أن أجبر أحدا على فعل ذلك بالقوة، لكنه الله وحده القادر على هذا فهو الهادي إلى سواء السبيل.أسبح لله، وأشكره، لأنه هداني إلى حقيقة الإسلام، وأشارك في كل البرامج والفعاليات التابعة للمركز الثقافي لتوعية الجاليات كلما سنحت لي الفرصة بذلك، وأن إيماني بالله قد أصبح قويا من خلال ممارستي تعاليم الإسلام الحنيف، والآن اقترب موعد الحج أيام، وكنت أتمنى أن أؤدي الحج أو العمرة هذه السنة، وأسال الله - تعالى - العافية والصبر كي أؤديهما إن قصتي لم تنته بعد، واعتبر نفسي مسلما صغيرا وشابا، فهناك المزيد من الأمور والمسائل التي يجب معرفتها، وأنا مستمتع بهذه الرحلة إلى الإسلام لأني أشعر بالثقة والإيمان بأن الله هو القادر، وأن كل شيء لا يتم إلا بأمره، وأن الله هو العزيز الحكيم، هداني وأبعدني عن السير في الطريق الخطأ وهو الذي يعينني على الهداية إلى الطريق السليم والصراط المستقيم والمكان الذي انتمي إليه فعلا. وكنت من البداية أحس بأن الله - تعالى - معي في هذه الحياة، وأن ثمة طريقا سيهديني الله إليه بأن اسمي هو يوسف وأني مسلم.واسأله - سبحانه وتعالى - أن يتقبل مني صالح أعمالي، وأن يوفقني في عملي، ويهديني لما يحب ويرضى، وأن يؤتيني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.