خالد الشريدة

بحر من الوظائف والأعمال غير مكتشف

رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الرياض رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل، قال في تصريحات صحفية إن العمل جار لسعودة قطاع الصيانة والتشغيل على مستوى مناطق المملكة، وأوضح أن وزيري العمل والمالية يدرسان المشروع وسيتوليان الرفع بالمرئيات، وجاءت المعلومة الضخمة في ثنايا تصريحه حين قال إن الدولة توظف في عقود الصيانة والتشغيل مع القطاع الخاص 1.23 مليون وافد، وأن هذه العقود تجدد كل ثلاث سنوات.ونستكمل مع الزامل تصريحه لنعرف أنه تم الانتهاء من دراسة بالتعاون مع وزارة العمل لفرض نسبة 10% من العمالة في العقود للسعوديين، ومن ثم رفع النسبة إلى 15% بعد تجديدها، إلى أن تصل إلى توظيف 50%، مشيرا إلى ان الدراسة في حال تطبيقها ستوفر 126 ألف وظيفة للسعوديين خلال الأشهر الثلاثة القادمة.أعتقد أن الكثيرين تحسسوا رؤوسهم من ضخامة الأرقام والإحصاءات التي لم يكن لنكتشفها ونحن نرى كثيرين يحملون العلاقي الأخضر بحثا عن وظيفة هنا وهناك، ولعل اللافت أن تلك الوظائف مما يمكن تسميته، إن جاز التعبير، أنها وظائف إنتاجية، أي تتطلب قدرات تدعم عمل الشاب بحيث يكون موظفا يعمل في عمله وينتج في نفس الوقت بما يجعله ينفتح بمهاراته وخبراته واستكشاف ذاته، وذلك هو الهدف النهائي لفكرة تطوير الموارد البشرية، فتلك الموارد لا يمكن أن تتطور في ظل وظائف جاهزة وروتينية وسلبية تضيف مزيدا من الخمول لمن يبحثون عن عمل من أجل الراتب، وإنما المطلوب الأهم أن يكونوا جزءا من العمل الذي يعملونه بحيث يحصلون على نسب تتوافق مع جرعة عملهم، بحيث إنه كلما رفع أداءه حصل على نسبة مقابلها تحفزه لبذل المزيد.ينبغي أن تتمدد وزارة العمل الى كل القطاعات التي يمكن أن تستوعب شبابا لديهم الطموح للانتاج وتحقيق مكاسب في مشروعات صغيرة أو أعمال توفر لهم نسبة مقابل جهدهم، ذلك هو الحافز الأكبر بدلا من البرامج التي جعلت الكثيرين أكثر خمولا وسلبية في تعاملهم مع مفهوم الوظيفة، وطالما أن الواقع بتلك الأرقام الضخمة، فذلك مؤشر على أن هناك فرصا أخرى كثيرة في قطاعات أخرى لا تزال بحاجة الى استكشافها وتوجيه الشباب اليها وتوفير مزيد من التيسير لهم ليعملوا وينجزوا ويحققوا ذواتهم، ولأن الاقتصاد الوطني مليء بالفرص فإن الطريق يفترض أن يكون سالكا لبناء واكتشاف وظائف وأعمال واستثمارات متنوعة تتعدد مع اهتمامات ورغبات وميول الباحثين عن عمل، فقيمة المرء فيما يحسنه، وذلك أدعى لأن يتفاعل الشاب مع مهنة أو عمل يحبه ويجيده ويتقنه ويشعر بالتفاعل معه من أجل تنميته والحرص على نجاحه والنجاح فيه.عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية متوافرة بالفعل وتحتاج الى توجيه الشباب اليها، وفتح مسارات وخيارات متعددة حتى يرتقوا بالفكر العملي لديهم، وأفضل الأعمال هي العصامية التي تجعلهم يشعرون بحلاوة العمل ويتذوقون طعم النجاح والكسب الشريف الذي يثري طموحاتهم ويهيئهم للمستقبل ويمنحنا مساحة واسعة لمكافحة البطالة والوصول الى آفاق عملية أكثر تنوعا وتناسبا مع تطلعات الشباب بغض النظر عن دراساتهم الأكاديمية حتى نتجاوز عملية عدم مناسبة الخريجين مع سوق العمل.