بندر السفير

ادعموا نساءنا كما دعمتم رجالهم

بلغت بطالة الإناث بالمملكة بنهاية عام ٢٠١٥م نسبة قدرها ٣٣٪‏ تقريباً، أي أن ثلث النساء بالمملكة واللاتي تجاوز عددهن 400 ألف فتاة من "القادرات والراغبات بالعمل" عاطلات عن العمل، وهذه نسبة تعتبر مرتفعة نوعاً ما، وذلك لعدة أسباب، أهمها "اجتماعية"، ولحل هذه المعضلة يجب أن تستوعب كل تلك الأعداد بعض القطاعات الضخمة ذات البنية التحتية الواسعة والتي تضم آلاف الفرص الوظيفية ومن أهم تلك القطاعات قطاع التجزئة، وهذا ما حدث بالفعل قبل ٥ أعوام، وبالتحديد عام ١٤٣٢هـ عندما بدأت وزارة العمل بالمرحلة الأولى من مراحل تأنيث المحال النسائية. صاحب ذلك ارتفاع نسب التوطين المفروضة على منشآت قطاع التجزئة من قبل وزارة العمل دون وجود أعداد مناسبة من الموارد البشرية السعودية النسائية "المؤهلة والراغبة" بتلك الأعمال، فأصبحت منشآت قطاع التجزئة وخوفا من "سيف" نطاقات توظف السعوديات بشكل عشوائي دون تدريب وتأهيل مناسب؛ ليحللن محل مقيمين ذكور أمضوا عشرات السنين في نفس تلك الأعمال وهذا شيء لم يكن عادلاً في بدء الأمر، وأثر بشكل كبير على مستوى الخدمة المقدمة، رغم أن هذه الخطوة حفظت الكثير من الخصوصية لنسائنا وأعطتهم حرية أكبر في التعامل مع بائعات سعوديات وإن كن غير مدربات. وإحقاقا للحق، لاحظنا في الأونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً لأداء بعض السعوديات في قطاع التجزئة وتحققت نجاحات وإن كانت خجولة ولم ترتق للطموح بعد ولم تصل بعد للإمكانيات الحقيقية التي تمتلكها أغلب بناتنا، حيث إن المشهد الحالي في الأسواق يعرض تصادماً كبيراً بين موظفات بعضهن غير مدربات مجبورات على تلك الوظائف وبين عملاء لا يتقبلون أي تقصير ويترحّمون على أيام المقيمين الذكور وعلى لباقتهم وأسلوبهم وإلمامهم بالعمل ضاربين بعرض الحائط فارق خبرة السنين بين بناتنا واللاتي لم يمض على تعيينهن ٥ سنوات وبين خبرات تراكمية لمقيمين تجاوزت٥٠ سنة.لذا، يجب أولاً على وزارة العمل أن تقرن نسب توطين منشآت قطاع التجزئة ببرامج تدريب ممنهجة لا تقل مدتها عن ٣-٦ أشهر، تغطي مواضيع عدة من أهمها خدمة العملاء ومهارات البيع وخدمات ما بعد البيع وضغوطات العمل، إضافة للإلمام التام بالمنتجات التي تقدمها المنشآة، كما يجب علينا كعملاء وخاصة السيدات دعم وتشجيع الفتيات اللاتي اضطررن للعمل بمهن تحتاج للكثير من الشجاعة والثقة بالنفس، ولم تكن يوما خيارا للسعوديات، كما دعمنا غيرهم من المقيمين الذكور، وتحملنا أخطاءهم و"طبطبنا عليهم" وأكسبناهم خبرات لم يحلموا بها.. وأخيراً.. يجب على كل موظفة في قطاع التجزئة مسابقة الزمن في اكتساب المعرفة والتسلّح بشتى أنواع المهارات؛ ليصنعن الفارق في هذا القطاع ويقودن منشآته في القريب العاجل.الخلاصة: دعم موظفات قطاع التجزئة واجب وطني..دمتم بخير،،،