محمد الصويغ

تقى ويقين ونجاح مستمر

يمكن القول بثقة مطلقة: إن مستشفيات المملكة المتخصصة حققت نجاحا باهرا ومدهشا في مجال فصل التوائم، ويعد هذا الفصل من أصعب العمليات الجراحية على الاطلاق، وأمكن بهذا النجاح المستمر أن تضاهي مستشفيات المملكة كبريات المستشفيات العالمية المتخصصة في هذا المجال الطبي الدقيق، والواقع المشهود يؤكد نجاح تلك العمليات الصعبة في سائر مستشفيات المملكة المتخصصة دون استثناء.لعل واحدة من عمليات الفصل تمت مؤخرا للطفلتين تقى ويقين السوريتي الجنسية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - حيث جرت العملية بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني، واستغرق اجراؤها حوالي أربع عشرة ساعة وتكللت العملية بنجاح كما هو الحال في سائر عمليات فصل التوائم بالمملكة.العملية في غاية التعقيد ولكنها نجحت دون مضاعفات تذكر، فقد بدأت بتخدير الطفلتين ووضع القسطرات اللازمة ثم بدأت العملية بازالة موسعات الأنسجة، ثم جرى الفصل الميكروسكوبي تحت المجهر وهو الفصل الذي يسبق عادة فصل الدماغين عن بعضهما البعض وكذلك فصل الأوردة والشرايين، ثم جرى الفصل النهائي بفصل الجدار الخلفي للجمجمة وقلب التوأم، ليصار بعد ذلك الى فتح الجلد المتبقي والعمل على الالتصاق الأخير في الجمجمة.والخطوة الأخيرة هي فصل الجزء المتبقي من الدماغ، وقد جرت العملية بمشاركة جميع أعضاء فريق جراحة المخ والأعصاب بهذا الصرح الطبي العملاق الذي تضاف نجاحاته الى سلسلة النجاحات المتعاقبة التي حققتها وتحققها سائر مستشفيات المملكة المتخصصة في مجال فصل التوائم، وهو انجاز يذكر للفريق الطبي بالمستشفى ويشكرون عليه، فهم قد أضافوا نجاحا باهرا من النجاحات التي حققها مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال.هذا الانجاز الطبي الباهر جاء بفضل الله ثم بفضل الدعم اللا محدود الذي يوليه قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – لقطاع الصحة بالمملكة، وهو دعم ظهرت مردوداته الايجابية على التقدم الطبي الذي حققته وتحققه مستشفيات المملكة التخصصية في كل مجال بما فيها مجال فصل التوائم، فالفصل يتم لكل الجنسيات العربية التي تعرض على تلك المستشفيات، وقد نجحت كلها بحمد الله وفضله.وهو إنجاز تفخر به حكومة خادم الحرمين الشريفين وتعتز، فهذا النوع من التقدم الطبي الذي تحقق على أرض الواقع بالمملكة حدث في فترة قصيرة للغاية من عمر تقدم الأمم والشعوب في هذا المجال تحديدا، وقد كانت معظم حالات الفصل في الدول العربية تحال الى كبريات المستشفيات الأمريكية والأوروبية قبل نجاح الانجازات التي تحققت بالمملكة في مجال الفصل.سوف يستمر هذا النجاح الباهر لتبرهن المملكة باستمرار أنها قادرة بعون الله وبفضل قيادتها الرشيدة من تحقيق أكبر الانجازات والنجاحات في كل مجال ومن ضمنها مجال فصل التوائم.