«منصة وطنية خضراء» تبث الفرحة للأسر بالرياض
تحولت الحدائق والساحات والمهرجانات بأمانة مدينة الرياض إلى منصة وطنية خضراء تبث حالة من الفرح خاصة للأطفال والأسر، بالإضافة إلى استثمارها في التثقيف من خلال برامج ثقافية وأسرية وتربوية فاعلة. وتضم الرياض أكثر من 500 حديقة وساحة بلدية ومتنزه، كما يقام فيها سنويا عدد من المهرجانات الوطنية والتثقيفية، المليئة بالأحداث على مدار العام، وذلك من خلال تأهيل المساحات المفتوحة التي تحيط بها الشجيرات، والزهور الموسمية، التي تعزز نواحي السلامة في الحدائق، ودمج عدد من الحدائق بممرات المشاة، وذلك لتمكين الأسرة من متابعة أطفالها خلال تواجدهم في الحديقة، بحيث يتمكن اولياء الأمور من المشي وقت لعب أطفالهم في الحدائق.وتراعي الامانة طبع ميزة نسبية في كل حديقة، بحيث تتوافق مع احتياجات الزوار سواء من ناحية المساحة أو نوعية الحديقة. ومن ذلك وضعت الساحات البلدية للشباب، وهي ساحات يتوافر فيها ملاعب كرة قدم، وطائرة، وتنس أرضي، مسورة بسياج، ومضاءة بحيث يمارسون الرياضة في الأوقات المسائية، وغالبا ما توجد هذه الحدائق بجوار مساجد، بحيث يؤدي الشباب الصلاة بكل يسر وسهولة، حيث تتوافر دورات مياه، وأماكن وضوء، ومساحات للجري. وفي بعض الأحياء عمدت الأمانة إلى إنشاء حدائق مفتوحة، بغطاء من السجادة الخضراء الطبيعية، حيث تتواءم هذه الحدائق مع متطلبات العائلات، ويوجد مساحات كبيرة للجلوس في أجواء رائعة، وتوافر فيها معظم المستلزمات والخدمات من دورات للمياه، وملاعب الأطفال، كراسي جلوس منوعة، وشواحن للهواتف المتنقلة في معظم المواقع. أما في أحياء أخرى، فقد روعي وضع حدائق طبيعية تسمى «البراحات» وهي تحاكي النمط القديم للأحياء، حيث يتم التركيز على وجود الرمل، وتوظيف هندسي بديع للأشكال الصخرية، وروعي في هذه البراحات أن تكون مساحاتها محدودة، بحيث تعطي انطباعا لكبار السن والأطفال بالقدرة على المشي حولها، بالإضافة إلى التركيز على زراعة النخيل ليتفيأ المتنزهون ظلالها.ويتضمن مشروع أمانة منطقة الرياض لتطوير الحدائق والمتنزهات أيضا إنشاء حدائق جديدة تلاحق توسع العاصمة، حيث يجري العمل على عشرات الحدائق الجديدة على مختلف المساحات والأنواع ومنها المتنزهات الجديدة التي تميزها بمساحتها الشاسعة، ونوافيرها، ومواقعها المميزة ومنها أيضا حديقة المعالم التي تحاكي أبرز المعالم المحلية والعالمية، حيث يوجد بها مجسمات للأهرامات، وبرج بيزا المائل، وبرج إيفل الفرنسي، وعدد من المعالم الحضارية والإنسانية المحلية والعالمية. وتبرز في ممرات متعرجة، وألعاب الأطفال الرائعة. ولا يمكن تجاوز حديقة الحيوان التي تقع في الملز، حيث تعد من أقدم الحدائق، وأخيرا نفذت عليها أمانة منطقة الرياض مشروعا متكاملا لإعادة صياغتها، سواء من حيث المحتويات من الأشجار والزهور وغيرها، والمسارح، أو من خلال زيادة عدد الحيوانات النادرة فيها. وتعيش هذه الحيوانات في بيئة مشابهة لبيئتها الطبيعية. وتستقبل الحديقة أسبوعيا، عشرات الآلاف من الزوار، على الرغم من أن زيارتها في فترة النهار فقط، وذلك لطبيعة الحيوانات التي تحتاج إلى الراحة والهدوء مساء.في الجهة الشمالية من العاصمة الرياض، يقع واحد من أكبر المتنزهات البرية وهو متنزه الملك سلمان في بنبان، والذي دشنه سمو أمير منطقة الرياض مؤخرا، ويقع على مساحة 3 ملايين متر مربع، ويحتوي على الحديقة الطبيعية، وجلسات صخرية رائعة، وفيه تم إعادة الحياة لأشجار وشجيرات برية، كما تم توظيف التجاويف الصخرية بشكل جذاب. وينتظر أن يستضيف المتنزه خلال الفترة المقبلة، عددا من الفعاليات والمهرجانات.وشجعت هذه الحزمة الضخمة من الحدائق والمتنزهات والساحات، الأمانة على أطلاق مشروع لاستثمارها في المهرجانات والمناسبات المختلفة، واصبحت تعج بالفعاليات على مدار العام. فمثلا تستضيف هذه الحدائق سنويا مهرجان الربيع السنوي، وهو يشكل ثقلا كبيرا في الروزنامة نظرا لأنه يستمر لأكثر من 10 أيام في أكثر من موقع، وفيه تم التركيز على الجوانب التعليمية والتربوية، من خلال حزمة من البرامج. كما تنظم الأمانة سنويا، احتفالات عيد الفطر المبارك، والتي تقام في أكثر من عشرة مواقع بشكل متزامن، وهو ما يحقق الاستفادة القصوى لجميع سكان العاصمة وزائريها. ويشتمل برنامج احتفالات العيد سنويا، فعاليات ومناشط مختلفة، تشمل إقامة بازارات للأسر المنتجة، عروض فلكلورية وشعبية من عدة مناطق، مسابقات للسيارات والدراجات، خاصة الدرفت وغيرها، وعروض الصوت والصورة. وتجهز في جميع المواقع منصات للعائلات والشباب، ومدرجات تسمح للحضور بالتفاعل والمشاهدة الممتعة، وتضيء سماء الرياض في ليالي العيد الألعاب النارية الضخمة في مناسبة ينتظرها سكان الرياض كل عام.وإيمانا منها بأهمية الجوانب التثقيفية، تستضيف حدائق ومتنزهات الأمانة، فعاليات مهمة، وكان آخرها إقامة فعاليات مشتركة مع مكتبة الملك عبدالعزيز تضمنت مكتبات متنقلة تجوب حدائق الرياض. وهو ما لقي أصداء واسعة لدى شريحة واسعة من مرتادي الحدائق.