دعوا أدبي الشرقية يعمل
استعاد مجلس أدبي الشرقية الجديد الروح الثقافية والأدبية في المنطقة عقب سنوات تعطلت فيها الحركة الثقافية والفكرية، ما يلقي بأعباء إضافية على المجلس الجديد لبذل مزيد من الجهد من أجل استدراك ما فات واللحاق بتطوير المشهد الثقافي في منطقة تستحق أكثر من الجمود الذي حدث بسبب ما حدث في تنظيم المؤسسة الثقافية الأولى في الشرقية.بدا ذلك واضحا في تنظيم ملتقى الكتاب الذي نظمه النادي الأدبي أخيرا، واستطاع أن يجمع نخبة الفكر والثقافة في المنطقة والمملكة، وكان المشهد من الحيوية والحضور بما خلق حالة تفاعلية ظلت مفقودة وكأنها كانت في حالة احتضار، غير أنه تم إنعاشها وإعادة النادي الى الحياة ليمارس دوره في تنظيم فعاليات تستقصى كثيرا من القضايا التي تخدم الفكر بدلا من تجميدها كما كانت قبل أن يستأنف المجلس الجديد نشاطه المؤسسي بطاقة دفع فكرية وتنظيمية تواكب العملية الثقافية وتزيل الغبار والصدأ الذي لحق بها.طوال يومين تم تنظيم أكثر من فعالية حيث تمت مناقشات عميقة توزعت عبر المحاضرات وورش العمل والحوارات، وأعلنت ميلادا جديدا للثقافة في الشرقية، وكان التنظيم متميزا لأن الذين يقودون النادي حاليا أهل ثقافة وفكر ولهم همومهم وبرامجهم، ويعملون أصالة عن أنفسهم ونيابة عن المنطقة بكل نخبها، وذلك يعتبر إضافة ثرية للعمل الثقافي على مستوى المملكة، وهذا هو الدور المأمول، فالثقافة بحاجة الى حراك وقيادة متطورة تعي مطلوبات النشاط الثقافي والفكري وتمنحه مناعة ضد الخمول والرتابة والجمود، ولعل رئيس مجلس النادي محمد بودي وأعضاء المجلس الحالي يمتلكون الأدوات الإدارية الصحيحة لقيادة الفعل الثقافي في النادي وأثبت ذلك بصورة عملية من خلال تنظيم الملتقى ومشاركة قطاعات واسعة من المثقفين بفعالية وليس لمجرد الحضور والمشاركة.غير أن اللافت في الملتقى هو النخب التي شاركت من مختلف مناطق المملكة، وايضا التغطية الاعلامية المصاحبة لحفل تكريم العلامة عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ورعاية صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية لبدء الموسم الثقافي، هذه البداية القوية أعادت الى النادي من جديد اعتباره وهيبته، ولكن مع الأسف تم تنظيم فعالية موازية في ذات التوقيت وكان الأنسب تقديمها أو تأخيرها حتى تستفيد المنطقة بصورة مزدوجة بدلا من التداخل الذي أخل بقيمة الإعلام فيما احتفظ المثقفون بكامل لياقتهم الفكرية وقدموا عصارة منجزاتهم الفكرية في فعالية كان من الجميل والمناسب أن يزيد حضورها بإعلاميي المنطقة بدلا من انصرافهم الى لقاء لم يوفقوا في توقيته.الآن بدأ أدبي الشرقية مرحلة مؤسسية جديدة تزيل عثرات السنوات الماضية، ويعمل بكل طاقته من أجل دفع الحراك الفكري في المنطقة، ومن يديرون نشاطه لا ينقصهم الرؤية والفكر والقدرات الإدارية والتنظيمية، لذلك نأمل من الجميع أن ينضموا الى المسيرة أو يتركوا غيرهم يعمل، فإن أخطأوا فلهم أجر المجتهد وإن اصابوا فلهم أجران، أما السيئ فهو أن يحاول البعض عرقلتهم أو تشويه جهدهم لأن ذلك لا يضرهم بقدر ما يضر الثقافة والأدب في المنطقة ولا يليق ذلك مطلقا بالمثقفين.