ردوا الجميل
ما أن صادفني هاشتاق PayItForwardSA# حتى عادت بي الذاكرة للفيلم الأمريكي الذي يحمل ذات العنوان، حيث يتمكن الطفل «هالي جويل» من تنفيذ فكرة خيرية ينجح بها في خدمة مجتمعه، من خلال دعوة كل شخص بالمدينة لمساعدة ثلاثة أشخاص آخرين من المحيطين به، وبالتالي يعيش الجميع في مستوى واحد. يحمل فيلم Pay it forward فكرة عميقة وهي تحويل العالم إلى مكان أجمل للعيش من خلال فكرته الأساسية الظاهرة من عنوانه وهي إسداء الخدمات مسبقاً للناس والمبادرة بفعل الخير دون انتظار رد المعروف. ويبدو أن هذا ما حاول الفريق التطوعي المسؤول عن هذا الوسم عمله من خلال مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إطلاق مبادرة #رد_الجميل من هذا المبدأ : أي مبدأ التأثير في حياة الآخرين، ليس من خلال الشخص الذي أسدى إلينا الخدمة، وإنما من خلال أشخاص وحقول أخرى، وهو ما يعني الاستثمار في الانسان، وتوسيع دائرة القيم الخيّرة، بترك أثر إيجابي يستوطن النفس البشرية ويصبح جزءاً يومياً منها.ورغم أن معظم المؤسسات المجتمعية لدينا تختار عادة شهر رمضان المبارك، لتعزيز مقومات العمل الإنساني - بوصفه قيمة جمالية - إلا أن فريق رد الجميل بقيادة بسمة التويجري ونور حريب اختار شهر أبريل ليكون شهراً للعطاء، ككسر للقاعدة التي لم تنحصر في شهر القرآن الكريم من جهة، ومن جهة أخرى اعتمدوا على مبدأ ايجاد السلوك الايجابي وجعله عادة يومية في حياة الشخص عن طريق تكرار ممارسة السلوك بشكل يومي، من خلال بث الفريق رسالة عملية يومية لينفذها المتابعون في مواقع التواصل الاجتماعي كل صباح، ومع كمية صغيرة من الانضباط، يمكنك الرهان على بناء عادة جديدة تتطلب القليل من الجهد للمحافظة عليها. فالعادة هي سلوك يكتسب بالتكرار وليست سلوكاً غير شعوري، بل هي سلوك خاضع للعقل الذي يراقبه ويعدله كلما اقتضت الضرورة، فبسبب التكرار المستمر يعتقد العقل البشري أن هذه العادة جزء مهم من سلوكيات الشخص، فيعاملها مثل المأكل والمشرب وأي عادة قوية أخرى.أحببتُ منذ زمن الطفل "تريفور" صاحب فكرة رد الجميل في الفيلم وتمنيت مثله أن تصبح فكرته واقعاً حقيقياً، إيماناً منه بأن العالم يجب أن يتغير للأفضل، ولهذا كان هو من بدأ تلك الفكرة التي انتشرت من مدينة إلى أخرى.ولهذا ربما أحببتُ الفكرة التطوعية (مبادرة رد الجميل) وكذلك طريقة عرضها التقنية، وإن كنتُ أتمنى لها المزيد من المتابعين والمزيد من الاستمرار والانتشار، والمزيد أيضاً من الانتباه إلى الجانبين اللغوي والإملائي في مدونتهم الرسمية والرسائل الجميلة التي يبثونها من خلال حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.