الهيئة.. وانتفاضة التغيير
٭٭ جاءت الأوامر الملكية السامية يوم أمس لتؤكد من جديد أهمية القطاع الرياضي في هاجس القيادة الحكيمة بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى مسمى الهيئة العامة للرياضة، وإفراغ هذا الصرح من الجوانب الثقافية والاجتماعية وتحويلها لمؤسساتها المتخصصة، حتى تتطلع كل هيئة بما يناسبها دون تشتيت قدراتها وإمكاناتها في غير تخصصاتها وعملها.٭٭ ما يهمنا في القطاع الرياضي أن الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة، قد فتح له المجال في أرض خصبة لتحقيق تطلعاته وأفكاره التي بدأها منذ توليه مهام الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهي تطلعات منسجمة مع تحويل الرئاسة لهيئة، بصلاحيات أشمل، وفي فضاء أوسع لتطبيقها على أرض الواقع.٭٭ الفكرة ليست في تغيير المسمى، بل في ايجاد مساحة أكثر فعالية لخدمة وتطور القطاع الرياضي، بما يتناسب مع حجم هذا القطاع في المملكة العربية السعودية، وهو قطاع حيوي يحتاج لنقلة تاريخية، وقفزة نهضوية تحقق الطموحات والتطلعات لشباب هذا الوطن.٭٭ ويملك الأمير عبدالله بن مساعد رؤى كثيرة لتفعيل هذا القطاع الشبابي الحيوي، وقد بدأ فعليا في تطبيقها ولعل القرارات الأخيرة التي اتخذها تصب في قناة التطوير والدخول في صلب الهيئة العامة للرياضة، ومن أهمها إنشاء مركز التحكيم الرياضي، وبلورة الاتحادات الأهلية، والسعي في إدخال الأكاديميات في منافسات كرة القدم المحلية، وهي إجراءات حركت المياه الراكدة في القطاع الرياضي، وقفزت على التقليدية وطرقت باب التطور والنوعية من حيث الجودة وليس الوقوف عند حاجز اللوائح والبنود التي لم تتغير ردحا من الزمن.٭٭ ولا أبالغ إذا جزمت أن التحركات الأخيرة للأمير عبدالله بن مساعد عبر سلسلة من القرارات الجريئة ساهمت بشكل أو بآخر في تحويل الرئاسة لهيئة عندما رأت القيادة الحكيمة أن الوقت قد حان للتغيير في هذا القطاع لاسيما أن الهرم الرياضي يمتلك خارطة طريق واضحة لتطبيق أفكاره التي كانت يوما ما حلما يصعب تحقيقه أو حتى الاقتراب منه.٭٭ ومع هذا التطور والأمر الملكي السامي، ينبغي الالتفات إلى محطة مهمة في تاريخ هذا القطاع الرياضي، وهو أن الدور الإيجابي لتحقيق أهداف الهيئة ليس فقط المؤسسة الأم، بل إن الاتحادات الأهلية والأندية وإداراتها وصناع القرار فيها مطالبون بمواكبة هذا الحدث الكبير، ومن لم يستطع السباحة مع هذا الفكر الجديد، فعليه أن يتنحى ليترك الفرصة لغيره حتى يتكامل العمل في منظومة رياضية يكون الفعل فيها قبل التنظير والآراء والمقترحات حبيسة الورق والأدراج.٭٭ ولا يفوتني في هذه العجالة الإشارة إلى جانب هام في ملف تحويل الرئاسة لهيئة، وهو ملف بعض اللوائح والبنود التي تخص الأندية والاتحادات والتي لم تتغير منذ ربع قرن وأكثر، والإبقاء عليها أو حتى تغييرها ببطء قد يدخل الإحباط في السلك العامل بتلك المؤسسات الرياضية، والمطلوب انتفاضة حقيقية عليها مادام أن الهيئة تعطي صلاحيات أكبر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.٭٭ بقي أن نشير إلى أن الوسط الرياضي يترقب بشغف أثر الهيئة العامة للرياضة في تغيير المسار الرياضي بجملة من القرارات والتي أهمها من وجهة نظري المتواضعة ملف الاقتصاد الرياضي، لاسيما وأن الأندية الرياضية تئن من الديون، أما الخصخصة فهي ملف كبير يحتاج في البداية لضمانات حقيقية حتى نضمن النجاح لها.