مركز الملك سلمان للشباب.. ليس مجرد مركز!
في مركز الملك سلمان للشباب بالرياض كان جو اللقاء مليئا بالأفكار، الأفكار التي تفتقت عن مشاريع، والمشاريع هي نوعية مختارة تنبع للإنماء العملي والانتاجي الشبابي. وكأن كامل المركز عبارة عن دماغ رئيس ينتج عشرات الأدمغة، وهو ما قلته للطاقم الشبابي المذهل حقًّا والذين تفضلوا بعرض «بعض» أعمال المركز وهم: الشاب المتفوق والقيادي هاني المقبل والشابتان البارعتان شهرزاد الغامدي وريم السلطان والشباب المميزون مبارك الدعيلج وعبدالكريم العقيل وإبراهيم العمر.وما لاحظت في مشاريعهم ليس فقط أهمية المنتج الرئيس لكل مشروع، بل أيضا المنتجات الجانبية لكل مشروع المقصود منها وغير المقصود. خذوا مثلا: ان من ضمن المشاريع رحلات دولية بالتنسيق مع مجالس أعمال في دول خارجية، وذلك ضمن برنامج تأهيل وتطوير القدرات العملية والمهنية في ثقافة الأعمال الحرة، والمنتج الرئيس هو الاطلاع على البرامج المتقدمة في دول خارجية واكتساب الخبرات، ولكن من ضمن منتجات هذا المشروع الجانبي إنماء الذكاء الإنساني وذلك من خلال التعرف على الحضارات الأخرى وقيٓمها وعاداتها وأخلاقها وأنماط معيشتها. وهذه المعارف والتجارب توسع الذهنية الفردية في ابعادها الإنسانية، وتقف ضد أو تخفف من التقوقع والتعصب الذهنيين بأنواعهما. للمركز أعمالٌ ومشاريع متعددة وكلها تصب في التطوير الذاتي في ميادين حياتية مباشرة، والجميل فيها والبديع حقا أنها من تخطيط وعمل عقليات شابة خدمةً لشباب من جيلهم ومن أعمارهم.. هذا جعلني كما قلت لهم فخورا لدرجة أني طرت وفقدت الجاذبية من تحتي.وفي هذا القفز السريع لمركز يحتاج وقتا أطول، أقف عند مشروع استثنائي ومؤثر، وهو المشروع الخاص بنشر المؤلفات ضمن لجنة تقييم خارجية عالية القدرات في اختيار مؤلـفات لشابات وشباب يختارون حسب القدرة والموهبة والإجادة بحياد تام أتيحت له الظروف والشروط كي يكون حياديا.. والمنتج الجانبي المهم هنا هو الوصول للمواهب المغمورة التي لا تملك وسائل الوصول بالمعارف والمحسوبيات، وقد تكون أعلى موهبة من الذين تلمع أسماؤهم تكرارا تحت الأضواء.هذا الموضوع أقصد موضوع نشر كتب لمؤلفين ومؤلفات من الشباب لم يمر بلا تأثر عاطفي عميق لمؤلفة ومؤلف موهوبين.. استدرا دمعي.. ولعلي أخصص لهما وعنهما مقالا آخر.